ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعاً كان من المقرر عقده اليوم الثلاثاء في القدس، مع وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، بحسب إعلام محلي بالبلدين.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إن قرار نتنياهو جاء بعد رفض الوزير الألماني طلب نتنياهو عدم اللقاء مع جماعات إسرائيلية مناهضة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاجتماع كان سيعقد في الخامسة مساء اليوم بتوقيت القدس (14.00 تغ).
فيما نقلت وسائل إعلام محلية ألمانية، بينها صحيفتي “بيلد” و”دي فيلت” عن غابرييل قوله إن “نتنياهو ألغى اللقاء”.
وفي إقرار ضمني بإلغاء اللقاء، قال مكتب نتنياهو في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه للأناضول “سياسة رئيس الوزراء تقتضي بعدم الالتقاء مع دبلوماسيين يزورون إسرائيل ويلتقون مع تنظيمات تشوه سمعة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وتسعى إلى محاكمتهم كأنهم مجرمي حرب”.
وأضاف: “هؤلاء الدبلوماسيون لن يفكروا بالالتقاء في الولايات المتحدة أو في بريطانيا مع ممثلي تنظيمات تدعو إلى محاكمة جنود أمريكيين أو بريطانيين.. جيش الدفاع (الجيش الإسرائيلي) وجنوده يشكل الأساس لوجودنا”.
وتابع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: “العلاقات مع ألمانيا مهمة جدا بالنسبة لإسرائيل وهي ستستمر”، دون أن ينص صراحة على إلغاء اللقاء الذي لم يبدأ بعد حتى الساعة 15.30 تغ.
ووصل غابرييل، مساء أمس، إلى إسرائيل للمشاركة في إحياء ذكرى “المحرقة – الهولوكوست” (حلت أمس).
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) في وقت سابق عن مصادر في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن نتنياهو طلب من الجانب الألماني إلغاء اجتماع غابرييل مع ممثلين عن منظمتي “كسر الصمت” و”بتسيلم” كشرط لاتمام لقائهما.
ولفتت المصادر ذاتها التي لم تسمها الإذاعة، إلى أن “إسرائيل تسعى إلى وقف اجتماعات مسؤولين من أوروبا مع هاتين المنظمتين (غير حكوميتين)”.
و”بتسليم” هو الاسم المختصر لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، والذي تأسس في مطلع العام 1989 على يد مجموعة من المفكرين، القانونيين، الصحفيين وأعضاء الكنيست، بهدف النضال ضد انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من خلال توثيقها ونشرها للجمهور ووضعها أمام صانعي القرار ومحاربة ظاهرة التجاهل والإنكار القائمة في المجتمع الإسرائيلي.
أما منظمة “كسر الصمت” فتأسست في مارس/آذار 2004 من قبل مجموعة من الجنود الإسرائيليين الذين خدموا في الخليل، (جنوبي الضفة الغربية) وجمعت شهادات أكثر من 1000 جندي يمثلون كافة شرائح المجتمع الإسرائيلي الذين كشفوا دون الإفصاح عن هوياتهم عن ممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الحكومة الألمانية، غير أنه في وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية الألماني إن إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي، على إلغاء اللقاء معه، “سيكون أمراً مؤسفًا”.
تجدر الإشارة أن موقف نتنياهو لاقى انتقاداً من زعيم المعارضة، رئيس حزب “المعسكر الصهيوني” يتسحاق هرتسوغ، الذي قال للإذاعة الإسرائيلية إن “نتنياهو يمس بعلاقات إسرائيل مع ألمانيا، التي تعتبر صديقة حقيقية، فضلا عن كونها تتمتع بأكبر اقتصاد في أوروبا”.
فيما قال مسئول ملف العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني لصحيفة “دي فيلت”: “نتنياهو ارتكب خطأ مع وزير الخارجية الذي يعد صديقا جيدا لإسرائيل”، مثمنا تمسك غابرييل ببرنامجه في إسرائيل ولقاءه ممثلي المنظمات الحقوقية.
ونقلت الصحيفة ذاتها عن السياسي البارز في الحزب الاشتراكي الالماني، رولف موتتسينتش، قوله إن تصرف نتنياهو “ليس مناسبا، ولن يساعد في تعزيز العلاقات بين بلدينا”.
ويحتفظ نتنياهو أيضاً إلى جانب منصبه رئيساً للوزراء، بحقيبة وزارة الخارجية.
المصدر:وكالة الأناضول