نشر موقع “60 دقيقة إضافية” أمس الأحد 21 شباط/فبراير، تقريراً اطّلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرّفٍ، حول ناشطٍ سلّط الضوء على الحرب في سوريا وجرائم النّظام السوري في البلاد.
عند اندلاع الشرارة الأولى للانتفاضة السورية في الخامس عشر من آذار/مارس عام 2011 شعر معاذ مصطفى الأمريكي من أصلٍ سوري بالحاجة الملحة لمساعدة الناس في وطنه.
بدأ معاذ العمل مع فرقة العمل للطوارئ السورية “SETF” بهدف الدفاع عن حقوق السوريين وحماية المدنيين وتسهيل انتقال سوريا نحو الاستقرار الديمقراطي.
سافر معاذ إلى سوريا في الأيام الأولى من الصراع وزار محافظات حلب وإدلب وحماه واللاذقية ليرى كيف يمكن لفرقة العمل للطوارئ السورية تقديم الدعم للأشخاص في المناطق التي يسيطر عليها المناهضون لحكومة النظام.
بدأت الفرقة بالفعل تدريب وتقديم المشورة للمنظمات المدنية على الأرض، وتقديم المساعدات الإنسانية المباشرة، كالأدوية والدقيق والملابس التي اضطروا إلى تهريبها عبر الحدود التركية في بعض الاحيان.
طوّرت فرقة العمل الخاصة بالطوارئ السورية ايضاً تطبيقاً للهاتف المحمول يوفر تحديثاتٍ في الوقت الفعلي عن القصف وهجمات المدفعية يطلق عليه اسم “مراقبة سوريا”.
أمّا اليوم فتعمل المنظمة الخاصة بالطوارئ السورية بشكلٍ أساسيّ في العمل القانوني وتوثيق أعمال العنف المروّعة المرتكبة ضدّ المدنيين السوريين، والفظائع التي ارتكبها نظام الأسد، وقدّمت أدلةً وشهوداً على قضايا قانونيةٍ جاريةٍ ضد رأس النظام وأعضاء نظامه في إسبانيا وألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا.
معاذ مصطفى والمنظمة التي يقودها بصفته المدير التنفيذي لفريق العمل للطوارئ السورية، وهي منظمةٌ للدفاع عن القضايا الإنسانية والسياسية، منخرطون الآن في مهمةٍ استثنائيةٍ لتوثيق حربٍ أهليةٍ مدمرةٍ ويجمعون الوثائق والصور والشهادات التي يأملون أنّها ستعمل على تحميل نظام الأسد المسؤولية عن جرائمه المزعومة في حربٍ أهليةٍ استمرت قرابة عقدٍ من الزمان.
تلقى معاذ آلاف الصور لمدنيين قال أنّهم تعرضوا للتعذيب حتى الموت على يد نظام الاسد، زوده بها مصورٌ عسكريّ باسمٍ مستعارٍ “قيصر” تظهر أكثر من 50 ألف صورة لرجالٍ ونساءٍ وأطفال تعرضوا للتعذيب والقتل علي يد قوات النظام وجيشه, وقام بمشاركتها ليراها العالم، ويقوم الآن بجمع الشهود والأدلة لمحاسبة نظام الاسد على جرائم الحرب المزعومة.
يقول مصطفى أنّه بمجرد تلقيه الصور بدأ بالبحث بجنونٍ عن أفراد الأسرة الذين قال إنهم احتجزوا في فرع المخابرات الجوية التابع للنظام ويضيف “لقد كان شعوراً فظيعاً, شعور بالبرد فقط, ففي كلّ مرة أفكر فيها بتلك الصور, أشعر بذلك من جديد, ولكن في الوقت نفسه يتملكني شعورٌ غامرٌ بالمسؤولية تجاه أولئك الضحايا”
أظهر معاذ مصطفى في تموز/يوليو من عام 2014، الصور المرعبة للعالم في عرضٍ تقديميٍّ أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وجاء حينها المدعو قيصر متخفياً بسترة باتاغونيا زرقاء ونظاراتٍ سوداء وقبعةٍ ليحجب وجهه عن التعرف, وطبع حينئذ مصطفى نسخاً كبيرةً من الصور وعرضاها في جميع أنحاء الغرفة, وعمل مصطفى كمترجمٍ لقيصر خلال الجلسة.
يقول مصطفى واصفاً أعضاء الكونغرس خلال تلك الجلسة بقوله “أتذكر ذلك اليوم بينما كنت أترجم لقيصر, كان أعضاء الكونغرس يجلسون في صمت مذهولين, يستمعون إلى شهادة من شأنها أن تهزّ الجبال, ينظرون حولهم إلى صورٍ ليست من عام 1945 أو عام 1994 في رواندا ولكن مما كان يحدث هذه الأيام” لتكون أول خطوات إصدار قانون قيصر في سبيل محاسبة نظام الأسد.
يضيف معاذ أنّ الطريق إلى العدالة والمحاسبة ليس قصيراً ولكنه يأمل أن يتقدّم المزيد من الشهود كقيصر ويقدمون مزيداً من الأدلة للمحاكمات في المستقبل ويقول “عملنا لتوثيق جرائم الحرب في سوريا سيستمر, وعملنا لمساعدة الأفراد والأبطال مثل قيصر وآخرين لن يتوقف, وطالما قيصر والشعب السوري صامدون فسوف تسود العدالة”
الجدير ذكره أنّ فرقة الطوارئ السورية “SETF” أنشأت صندوقاً للضحايا من أجل القياصرة المحتملين الآخرين لتشجيعهم على التقدم وتلقي الدعم في منظمتهم للإدلاء بشهاداتهم ضدّ جرائم رأس النظام وحكومته.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع