الاختلاط والتواصل بين البشر سمة إنسانية تجمع كل الناس من مشارق الأرض إلى مغاربها ومن جنوبها إلى شمالها، ونرى ذلك واضحا في إسلامنا الحنيف كيف أنه أوصى بحسن التواصل ودعا إلى الإحسان فيه، فهو وحسب الرؤية الإسلامية يرفض كل أنواع التفريق والتمييز الديني والعرقي والاجتماعي والثقافي والجغرافي والحضاري ويدعو في المقابل إلى تحقيق معاني الإنسانية وحفظ حقوق وحريات الكل سواء أكان مؤمنا أو غير ذلك. ومن هذه المبادئ العظيمة انطلق الفاتحون لينشروا العدل بين الأمم ويحفظوا عليها دينها ودنياها، فحكموا بين الناس بالعدل وأتاحوا حرية العبادة؛ فلم يمسوا بيوت العبادة ولم يجبروا أحدا على تغيير لغته، ودعوا الى العلم والتعلم لترقية الأمم، فهم لم يقاتلوا إلا من قاتلهم وسالموا في المقابل كل مسالم.
هكذا كنا وما زلنا، لكن ماذا يفعل الغرب؟ أين يرى نفسه حينما كان يخاطب كل الأقوام الأخرى ويقول “لن نقبلك إلا إذا كنت منا وفينا بالدين واللغة، وإلا فاهربوا أو ستروا سيوفنا على أعناقكم”، هكذا كان في الماضي، فهل تغير حاله؟ لا، فرغم كل ما يتشدقون به من حقوق إنسان وما إلى ذلك إلا أنهم ما زالوا على ضلالهم الأول يقتلون المسلمين ويناصبوهم العداء بتهمة الإرهاب… فاليوم وفي الشرق الأوسط نرى طرقهم الخبيثة والسوداء وهي تمزق بالدم دولا كانوا قد مزقوها من قبل لكن لم يكفهم ذلك، فتراهم يسارعون كالأكلة الى قصعتها في سوريا ليمزقوها شر ممزق، فيبيعون السلاح إلى هذا وذاك حتى يستحر القتل ويساوموا على الضحيتين. وسأتلو فيما يلي بعضا مما تناقلته وسائل الإعلام:
قال رئيس المؤتمر الإسلامي في إلمانيا أيمن مازيك إن ألمانيا وأستراليا ترفض استقبال كثر من المهاجرين عبر وسائل التهريب المختلفة إلا إذا تنصّروا وأعلنوا نصرانيتهم. وذكرت وسائل إعلامية أخرى أن الألف من اللاجئين الذين قبلتهم ألمانيا في العام الماضي تحولوا إلى النصرانية من أجل قبولهم في البلاد. فرغم كل الاتفاقيات الدولية والأممية التي عقدتها ألمانيا في قبول اللاجئين من دون فرض أي تغيير للدين أو اللغة عليهم إلا أن آلاف الحالات تم تسجيلها في تحول الكثير من اللاجئين الأفغان والباكستانيين والإيرانيين والسوريين من الدين الإسلام إلى المسيحية من أجل تسهيل دخولهم بذريعة أن في حال عودتهم سيتم قتلهم بحكم الردة عن الإسلام. كما ويشارك كثير من هؤلاء الذين يغيرون دينهم إلى المسيحية في دورات مكثفة تعلّمهم المسيحية، حتى وصل تعداد مشتركي كنيسة جماعة التثليث البروتسنتية في برلين إلى أكثر من 200 ألف فقط من اللاجئين!
يقول القس غوتفيرد مارتينيز إنه وفي السنة الماضية فقط عمّد بنفسه أكثر من 185 لاجئ. لا يتوقف الأمر عند تغيير الدين؛ بل تقوم الكنيسة أيضا بعمل دورات لغة مكثفة، ويقول من يدافع عن هذه الحملات والدورات إنه يتم سؤال كل شخص تحول إلى المسيحية إذا ما كان تحوله هذا عن رضى أم غير ذلك… في المقابل لو نظرنا إلى أعداد الذين يغيرون دينهم إلى المسيحية في أستراليا سنجد أن الأرقام تتضاعف بسرعة كبيرة جدا. فأين هم بعد سرد كل هذه الحقائق من تركيا؟ وأين هي أوروبا الحرة التي يتشدقون بها؟
ترك برس