مهما تكن قيمة التفوهات التي يتبادلها الروسي والأمريكي وبعض الطامحين من أصحاب المآرب العارضة في وطننا ؛ فإن الذي يجب أن يدركه الجميع أن معركة شعبنا ضد هذه المشروعات على اختلاف بواعثها وراياتها ، لن تكون أقل شراسة وحدة من معركته ضد نظام الاستبداد والفساد نظام بشار الأسد …
منذ انطلاقة هذه الثورة ، ظللنا نلاحظ حرص قوى دولية وإقليمية على وصف ما يجري في سورية على أنه ( حرب طائفية ) أو ( حرب أهلية )؛ وظل الصادقون من أبناء هذا الوطن يؤكدون أن ما يجري في سورية هو ثورة وطنية شعبية ضد ( زمرة مستبدة فاسدة متوحشة ) وليس لهذه الثورة أي خلفية طائفية أو عرقية أو مذهبية ، كما ظلوا يؤكدون أن ما يجري في سورية ليس حربا أهلية بأي بعد من أبعاد الحروب الأهلية التي عرفها التاريخ الإنساني .
لقد سُمح لبشار الأسد وأدواته ومساعديه أن يرتكبوا في سورية كل الموبقات والفظائع ، ليقنعوا السوريين جميعا أن في مشروعاتهم المريبة أهون الشرين ، وأخف الضررين ، وأن التعايش بين السوريين لم يعد ممكنا ، وأن هذا الذي يدبره الماكرون ، ويتعلق به الصغار والمارقون هو الخيار الذي يوفر للجميع واحة أمان يرتاحون إليها بعد طول عناء ,,
واليوم وإذ تتكشف هذه النوايا ، وتتساقط الأقنعة ، ويتعانق الخطاب الروسي – الأمريكي في الحديث عن أشكال من التقسيم أو الفيدرالية بتمويهات لفظية لا تخفي ما وراءها ، بعد اعتماد بعض الأدوات الرخيصة على الأرض السورية ليس لها أي قاعدة مجتمعية حقيقية نحتاج لنكرر على أسماع أعداء هذا الشعب الثائر الجريء الجميل ؛ أن مخططاتهم ومؤامراتهم ستبوء بالخسار وسترتد عليهم بالمزيد من الإخفاق، وأن مقاومة أبناء شعبنا البطل عامة وأبناء التيار الإسلامي منهم بشكل خاص لهذه المشروعات المجهضة سلفا ستقترن عمليا بمقاومتهم للزمرة المستبدة الفاسدة . ولن تكون المقاومة لهذه المشروعات على اختلاف مسمياتها ، أقل عنفا وشراسة من المقاومة لزمرة بشار الأسد المستبدة والفاسدة …
نؤكد مع كل الصادقين من أبناء سورية ، وعلى رأسهم أبناء الحركة الإسلامية بكافة مدارسها ، تمسكنا بوحدة سورية أرضا وشعبا ، وإيماننا بالمجتمع المدني الموحد الذي يجب أن يكون قاعدة الدولة المدنية السورية التي ننشدها لنشر ظل العدل ونفي الظلم الجميع …
ننادي على جميع السوريين الأحرار الذين كان إيمانهم بالوحدة العربية وبالوحدة الإسلامية مقترنا بإيمانهم بالحرية وبحرصهم على العزة والكرامة والرفاه أننا نعيش أياما فارقة في مسيرة تاريخنا الحديث تطلب منا جميعا موقفا مرصوصا لإعادة صناعة حاضرنا ومستقبل أجيالنا فلنحرص جميعا على أن نجعلهما الأجمل والأعز والأكمل …
وحدة سورية أرضا وإنسانا ومجتمعا وسقوط زمر المستبدين والفاسدين وعلى رأسهم الظالم المستبد بشار الأسد ستظل في رأس أولوياتنا نتمسك بها ، وندافع عنها ، ونحارب كل من سيحاول أن ينال منها.
مركز الشرق العربي