بعد التأرجحات التي عمت أوساط الإدارة الامريكية إزاء الحرب الدائرة في سوريا، الحرب التي استعان خلالها رأس النظام بقوات النخبة الإيرانية والروسية, إضافة إلى الميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية لإسكات صوت الشعب المطالب بالحرية ورحيل النظام.
وجه عدد من أعضاء “الحزب الديمقراطي” في الكونغرس رسالة إلى الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لتوضيح استراتيجيته القادمة في سوريا, فهل هذه الخطة الخفيّة تتضمن إزاحة رأس النظام من السلطة، أم لا؟؟.
فقد وجّه كل من عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب “روبين غاليغو” وعضو لجنة الشؤون الخارجية “بريندان بويل” رسالة مشتركة إلى البيت الأبيض، وضحا فيها طلبهما من “ترامب” لتحديد موقفه فيما يخص الحرب الدائرة في سورية، كما تضمنت الرسالة توضيح رأي ممثلي الإدارة الرئاسية وبيان وجهات النظر حول وضع الحرب في سوريا التي تضاربت بين ممثلي الإدارة الرئاسية.
جاء في رسالتهما: ” نظراً لتورط الولايات المتحدة المتزايد في الحرب السورية، يرجى توضيح جانب أساسي من استراتيجية الولايات المتحدة اتجاه سوريا، وهو: هل تنوي الإدارة في المستقبل القريب السعي بنشاط لإزاحة الأسد من السلطة؟”.
وتضمنت الرسالة طلباً حول إجراء مناقشة مفتوحة حول جدوى قيام الجيش الأمريكي بمزيد من العمليات العسكرية في سوريا.
من جهتها, أعلنت ممثلة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة “نيكي هيلي” في تصريح سابق لها أن “الأسد” لا يشكل أولوية لواشنطن، لكن بعد مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام في خان شيخون دفعت هيلي إلى التراجع عن رأيها وبشكل مناقض تماماً, إذ أكدت أن الأسد سيبقى من أولويات واشنطن دائماً.
ففي مقابلة لها مع قناة ABC قالت “نريده أن يدفع ثمن جرائمه التي ارتكبها، وسنواصل إقناع الروس بخطورة إبقاء الأسد في السلطة”.
وتابعت قائلة: “إن الأسد ربما لن يذهب لكننا لن نتوقف عن ضربه إن لزم الأمر”.
يأتي تغير الموقف السياسي الأمريكي بعد إعلان “ترامب” عقب مجزرة الكيماوي أن الأمر قد تجاوز الخطوط الحمراء بمراحل وأنه لا يمكن التساهل مع هذه الأفعال الشنيعة من الأسد، فيما لم يوضح أي تفاصيل حول تغير الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، خاصة بعد الضربة الصاروخية التي وجهتها البوارج الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري في الـ7 من نيسان الجاري؛ رداً على مجزرة الكيماوي.
بعد تعالي الصيحات الأمريكية بضرورة ضرب مواقع قوات النظام، ووصف ترامب الأسد بأنه حيوان، جاءت زيارة تيلرسون إلى روسيا ليعلن بعدها وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” أن روسيا اتفقت مع أمريكا بشأن عدم تنفيذ أي ضربة جديدة على مواقع النظام في سوريا.
ليبقى التساؤل إلى أين تتجه السياسة الأمريكية في سوريا، خاصة بعد التصعيد العسكري لقوات النظام على المناطق المحررة بدعم روسي وحديث النظام عن عملية عسكرية جديدة لروسيا على الأرض السورية؟.
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر