قال موقع “عصر إيران” الشهير، المقرب من حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنه لعدة أسباب ودلائل كان هناك في إيران من تمنى نجاح الانقلاب الذي قام به الجيش التركي وإسقاط حكومة أردوغان في تركيا .”
وأضاف في تقرير ترجمته “عربي21”: “من أهم الأسباب التي دفعت البعض في إيران إلى تأييد انقلاب الجيش التركي ضد أردوغان وتبريره هو استمرار الصراع بين إيران وتوران (تركيا)، أو الصراع بين الصفويين والعثمانيين، على حد تعبيره .”
وتابع “عصر إيران” قائلا: “ومن الأسباب الأخرى التي جعلت بعض الجهات في إيران تتمنى أن يؤتي الانقلاب العسكري في تركيا ثماره هو الخلاف السياسي بين إيران وحكومة أنقرة على مستقبل المنطقة، وكان دعم أردوغان للإسلاميين يدفع بعض الإيرانيين إلى تأييد هذا الانقلاب، ولكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الحكومة التركية نجحت في إضفاء الطابع المؤسسي للتنافس بين الأحزاب السياسية بتركيا، ويعد هذا إنجازا لا يمكن الاستهانة به، ما أدى إلى فشل الانقلاب .”
وقارن الموقع الانقلاب التركي بالانقلاب المصري، قائلا: “في مصر، الشعب كان على مر السنين متعبا، ومنشغلا بحياته اليومية، وأراد أن يدخل العمل السياسي، وكان يعتقد بأن الحضور في ميدان التحرير يكفي لإنجاح الثورة، ولكن في الممارسة العملية للسياسة فشلت كل الإجراءات التي كان ينبغي على الشعب المصري أن يتخذها.”
وتابع “عصر إيران” قائلا: “في تركيا، الشعب ذهب إلى ميدان تقسيم، ولكن كانت هناك إمكانية متاحة ومتوفرة للعمل السياسي من قبل المجتمع المدني لرفض الانقلاب.”
وتابعت وسائل الإعلام الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا بصورة واسعة، واعتبرت العديد من التقارير الإيرانية أن هذا الانقلاب يساهم في تراجع الدور التركي الداعم للمعارضة بسوريا.
واعتبر الكاتب الإيراني المعروف توس طهماسبي أن أردوغان وحزبه يشكلان تهديدا حقيقا للقيم العلمانية الحديثة في المنطقة، وأهم تهديد يشكله أردوغان للمنطقة هو امتلاكه لمشروع استراتيجي واسع، على حد تعبيره.
وقال طهماسبي في منشور له على فيسبوك انتشر انتشارا واسعا، واطلعت عليه “عربي21”: “أردوغان قرأ التاريخ جيدا، وفهم الحرب الباردة بصورة كاملة، واستثمر استراتيجيات الحرب الباردة، التي وصلت إلى الطريق المسدود، على حد تعبيره .”
وأضاف الكاتب الإيراني أن أردوغان -خلال فترة حكمه- استطاع بناء اقتصاد قوي ومتكامل لتركيا، وفي حال تراجعت أسواق النفط العالمية خلال العقود القادمة، فإن الدور الإيراني سيتراجع أمام نفوذ تركيا وقوتها في المنطقة، ولن تكون القوة القادرة على خلق توازن استراتيجي أمام جارتها تركيا؛ لأن الاقتصاد التركي غير معتمد حينها على النفط، عكس إيران تماما .”
يشار إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية مع بداية إعلان الانقلاب العسكري في تركيا لم تخفِ تأييدها للانقلاب، وعزت حدوثه إلى رفض الجيش التركي تماما لسياسة أردوغان في المنطقة، خصوصا للتدخل التركي بسوريا .”
وعلى المستوى الرسمي، تأخرت إيران في الإعلان عن تأييدها للحكومة التركية الشرعية ورفض الانقلاب العسكري؛ حيث أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ذلك في ساعات متأخرة جدا، وبعد أن فشل الانقلاب.
عربي 21