بعد ظهور انتقادات واضحة وصريحة من بعض وسائل الإعلام الإيرانية إلى العلن حول مشاركة إيران العسكرية بسوريا والاستنزاف الإيراني المستمر على جبهات القتال هناك؛ فقد بادر موقع “بولتن نيوز” المقرب من الحرس الثوري للرد على تلك الانتقادات.
وتساءل “بولتن نيوز” في تقرير نشر على موقعه، السبت، تحت عنوان: “لماذا إيران تدعم سوريا؟!.
وقال التقرير مبررا التدخل الإيراني في سوري ودعم بشار الأسد، إن سوريا تعتبر الدولة العربية الوحيدة التي يحكمها رئيس علوي وأغلب مسؤوليها من الطائفة العلوية المحبة لأهل البيت، مشيرا إلى أن حكام العرب يكرهون هذا الأمر بوضوح، بحسب تعبيره.
وأضاف أن سوريا أصبحت اليوم تشكل الدرع الدفاعي الأول لإيران وتحقيق النصر على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على الأرض السورية أقل تكلفة من الدخول بمواجهة عسكرية مباشرة مع تلك الدول، وأن الحرب على الأرض السورية أقل تكلفة من نشوبها على الأرض الإيرانية.
وتأتي هذه التبريرات الإيرانية لتؤكد وجود رفض إيراني، وإن لم يكن واسعا بين الأوساط الرسمية الإيرانية، حول مشاركة إيران العسكرية بسوريا وإن لم يظهر هذا الرفض على لسان المسؤولين الإيرانيين، حيث ظهرت مؤخرا عدة آراء مخالفة لسياسة إيران بسوريا في الصحافة الإيرانية، كما تابعت “عربي21“.
وتابع التقرير الذي يبرر وقوف إيران بجانب بشار الأسد قائلا: “سوريا الدولة الوحيدة التي الداعمة للأحزاب والتيارات الداعمة للثورة للإيرانية وإن قوة هذه الأحزاب والتيارات تعد بمثابة تعزيز أركان الثورة الإيرانية في المنطقة”.
واعتبر النظام السوري، النظام العربي الوحيد الذي وقف بجانب إيران ضد العراق طيلة الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لـ8 سنوات قائلا: “في حين كان كل العالم يقف ضد إيران، ووضعت سوريا ترابها وكل إمكانياتها تحت اختيار إيران بشكل كامل في تلك المرحلة الحساسة والراهنة، واستخدمت المعسكرات السورية لتدريب القوات الإيرانية كما أنها استخدمت الأراضي السورية في عدة عمليات عسكرية ضد العراق”.
ونوه التقرير إلى أهمية سوريا بالنسبة لإيران: “الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أدركتا جيدا أن كسر رأس الرمح الإيراني -الذي هو سوريا- سوف يسهل القيام بهجوم عسكري على إيران”.
ويرى الموقع أن فوز إيران في هذه التجربة وخروجها منتصرة مرفوعة الرأس من هذه الحرب، سيزيد من حلفاء إيران في المنطقة، وسوف تتضاعف قوة احتواء وجذب إيران مئات المرات، وستكون إيران بديلا للولايات المتحدة في المنطقة لحماية حلفائها.
واختتم التقرير بأن القضية السورية هي “قضية أمن قومي إيراني، ولا تخص السوريين وحدهم، وأن الدفاع ودعم المظلومين وظيفة شرعية لكل إنسان صاحب دين”، على حد وصفه.
وبحسب مراقبين تحدثت إليهم “عربي21“، فإن تقدم المعارضة السورية على جبهتي حلب وحماة، واستمرار الاستنزاف الإيراني في سوريا، من أهم الأسباب التي دفعت وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من التيار الأصولي المتشدد، والحرس الثوري لتبرير المشاركة العسكرية الإيرانية بسوريا.
عربي21