ردّت روسيا بعنف على «هستيريا العداء لها» بعد دعوة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى التظاهر أمام سفارتها في لندن احتجاجاً على دورها في سورية. واعتبرت اتهامه إياها بالتورط في قصف قافلة إنسانية في مدينة حلب، وصولاً إلى تحميلها «كل خطايا» هذه الحرب، «مخجلةً».
وفيما شدد الكرملين على واجب ضمان بريطانيا سلامة الديبلوماسيين الروس على أراضيها، تنفيذاً لمعاهدة فيينا، انتقد الرئيس فلاديمير بوتين خلال منتدى حواري «غضب الأوروبيين» من استخدام روسيا حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن، «لأنهم كانوا يتوقعون ذلك». وزاد: «لا يجب أن يغضب الشركاء بسبب الفيتو، بل نحن».
وسخرت وزارة الدفاع الروسية من اتهام وزير الخارجية البريطاني، مشيرة إلى أن «الحادث حصل الشهر الماضي، واكتشفه وزير الخارجية البريطاني للتو»، وكذلك من «المصادر» التي قال جونسون إنها «تثبت تورط موسكو» في قصف القافلة، قائلة إنه «اعتمد على صور متاحة للجميع التقطتها أقمار اصطناعية، لكنها لا تثبت وجود الطيران الروسي في منطقة مرور القافلة». وطالبته بتقديم أدلة تثبت أن اتهاماته «ليست عاصفة في كوب من الماء اللندني العكر».
واعتبرت الوزارة أن روسيا «تواجه موجة ثالثة من الاتهامات في شأن تورطها المزعوم بتدمير القافلة الإنسانية في حلب، بعد حديث عن إفادات لشهود تبيَّن أنهم مسلحون من «جبهة النصرة»، ثم عن أدلة قاطعة قدمتها الاستخبارات الأميركية تنصل منها لاحقاً رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال جون دانفورد أمام الكونغرس».
وأوضح بوتين في المنتدى الحواري أن بلاده «أبدت استعدادها لتأييد مبادرة مبعوث الأمم المتحدة لسورية ستيفان دي ميستورا، حول خروج المسلحين من حلب، ووافقت فرنسا فانتظرنا عملاً بناءً مشتركاً معها ومع أعضاء آخرين في مجلس الأمن، لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت غادر موسكو إلى واشنطن، ثم اتهم مع جون كيري (وزير الخارجية الأميركي) في اليوم التالي روسيا بكل الخطايا. وبعدها لم يتحدث معنا أحد ولم يناقشنا، وطرحوا قرار مجلس الأمن الذي كانوا يتوقعون فيتو روسياً عليه».
واعتبر بوتين أن إصرار باريس على طرح مشروعها للتصويت «أطلق العنان للهستيريا ضد روسيا»، واصفاً الانتقادات والضغوط الممارسة على روسيا من جانب الغرب بأنها «ابتزاز لن يمر».
وتزامنت زيادة سخونة التصريحات المتبادلة بين موسكو والغرب مع إقرار مجلس الفيديرالية (الشيوخ) الروسي قانون الوجود العسكري الدائم في سورية، وتحدث عن استخدام القواعد العسكرية والأراضي الملحقة بها وبناها التحتية بلا مقابل، مؤكداً أن القواعد الروسية لا تخضع لسلطة القوانين السورية، وأن العسكريين الروس في سورية يتمتعون بامتيازات وحصانات كاملة مع جميع أفراد عائلاتهم.
وتواصل أيضاً تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية عبر إعلان إرسال حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» إلى سواحل هذا البلد، مع «كامل حمولتها من طائرات سوخوي 33 وسوخوي 25 ومروحيات كا27 وكا29» التي يتوقع أن تفرغها في طرطوس قبل أن تتوجه إلى سواحل مصر.
وكشفت صحيفة «إزفيستيا» أن موسكو تبحث مع القاهرة إمكان مشاركة «الأميرال كوزنيتسوف» في مناورات مشتركة في المتوسط الربيع المقبل.
الحياة