ظل اللاجئون في الشهور القليلة الماضية يعبرون الحدود من روسيا إلى فنلندا على متن سيارات روسية قديمة ومتهالكة تعود إلى الحقبة السوفيتية، وأن السلطات الفنلندية تقوم بمصادرة هذه السيارات “الخردة” فور وصولها إلى أراضيها، الأمر الذي تسبب في تراكم عدد كبير منها بالمعبر.
ولقد توقفت حركة السيارات الروسية المتهالكة التي تحمل اللاجئين فجأة الشهر الماضي، والمسؤولون الفنلنديون لا يعلمون سبب التوقف، ورغم أن عدد اللاجئين العابرين من روسيا قليل مقارنة بالعابرين من تركيا إلى اليونان، فإنه يضيف جرعة ثقيلة إلى القلق الجيوسياسي من أزمة اللاجئين.
وناقش قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماع ببروكسل أخيرا حركة اللاجئين من روسيا إلى أوروبا التي وصفوها بأنها غريبة ومتحولة من طريق إلى آخر، وتستمر وتتوقف دون معرفة الأسباب.
وأبدى مسؤولون فنلنديون شكوكهم في أن موسكو تغذي وتوظف أزمة اللجوء، لانتزاع تنازلات من الدول الأوروبية، أو شق الوحدة الأوروبية تجاه العقوبات المفروضة عليها.
وقال وزير الخارجية الفنلندي السابق رئيس اللجنة البرلمانية للدفاع، إلكا كانيرفا، إن الروس بارعون في إرسال الرسائل، وإنهم يرغبون في إبلاغ فنلندا بأنه يجب عليها أن تكون حذرة للغاية عندما تتخذ قراراتها حول أمور مثل المناورات العسكرية والشراكة مع حلف الأطلسي “الناتو” والعقوبات الأوروبية على روسيا.
عندما زار الرئيس الفنلندي روسيا الشهر الماضي تعرَّض لتوبيخ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب الضرر الذي لحق ببلديهما جراء العقوبات، واتفق الرئيسان على منع عبور أي شخص باستثناء مواطني البلدين وروسيا البيضاء ل6 أشهر.
وتعتمد حركة اللاجئين من روسيا إلى أوروبا تماما على قرارات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بفتح الطرق أو إغلاقها في منطقة حدودية تعج بالقواعد العسكرية.
يُشار إلى أن عبور اللاجئين من روسيا إلى أوروبا بدأ أواخر الصيف الماضي بخمسة آلاف لاجئ، تدفقوا فجأة إلى النرويج على دراجات هوائية عبر معبر بين البلدين كان في السابق يتمتع بإجراءات أمنية مشددة، وتوقف فجأة يوم 30 نوفمبر بعد تنفيذ السلطات الروسية إجراءات مشددة، عقب محادثات في موسكو مع مسؤولين نرويجيين تناولت كيفية وقف حركة اللاجئين.
وأفاد بعض اللاجئين بأن كلا منهم دفع آلاف الدولارات لمرشدين يعملون بتنسيق مع مسؤولين روس، وأن نظام حركة اللاجئين دقيق، إذ لا يُسمح لأكثر من 30 لاجئا بالعبور إلى فنلندا يوميا، كما أن المواعيد والأسماء وتحديد السيارة لكل شخص يتم بتسجيل مسبق على قوائم مفصلة تضعها الجهات الرسمية، لأن السلطات الروسية كانت صرحت أن هناك حوالى 11 مليون لاجئ داخل أراضيها.
الوطن السعودية