أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي نافذة لكشف ما يحدث في البيوت، فكثير من الأشخاص أذا أردت أن تعرف تفاصيل حياتهم الدقيقة ما عليك سوى الدخول لصفحتهم الشخصية على الفيس حتى تجد ماذا يأكلون؟، مع من يخرجون؟، وكيف هي حياتهم؟، من مات ومن تزوج ومن تخرج من الجامعة، وصور أطفالهم وإلى آخره من الأمور الحياتية.
فكثير ما سجلت المحاكم التابعة للنظام حالات طلاق بسبب خلافات نشأت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، كما كان وسيلة لتعارف الكثير، فبعد أن كانت فكرة الزواج عبر مواقع التواصل مرفوضة تماما بالنسبة للمجتمع السوري خاصة، أصبحت أكثر الوسائل انتشارا، وذلك بسبب هجرة الشباب وكثير من الظروف التي أجبرتهم على اتباع تلك الوسائل.
كما أصبح كل شخص داخل سوريا، هو مراسل من موقعه، ففي مناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ينقل المستخدم العادي عبر صفحته ما يحدث حوله من قصف للطيران الروسي وحتى السوري ونوع الصواريخ وحجم الأضرار كما ينقل، انقطاع للتيار الكهرباء وحتى خلافات بين الفصائل، فهو ما يعتبره الكثير أصدق وأدق لنقل الحقيقة من أرض الواقع.
استغل الإعلاميون خارج سوريا تلك المواقع، فخدموها لصالحهم لمعرفة الحقيقة، فكثير من الصحف أنشأت مجموعات لنقل الأخبار والتي تضم الكثير من الأشخاص من عدة مناطق ومحافظات في سوريا، لينقل كل واحد منهم ما يحدث، يؤكد أو ينفي، فهذه واحدة من سلبيات مواقع التواصل أنها تنقل الكثير من الإشاعات والمعلومات الخطأ.
في المقابل كانت مواقع التواصل الاجتماعي نذير شؤم للنظام السوري، فكرس جهوده في محاربة وملاحقة الناشطين الإعلاميين وأيضا المواطنين العاديين، فكثير من البرامج المعلنة من خلال قنواته كان هدفها، تشويه الحقائق على الأرض، أبرزها برنامج الشبه يومي على قناة “سما” الفضائية الموالية لنظام السوري، يسمى “بالتضليل الإعلامي”، فهو على حد زعمهم استطاعوا كشف المؤامرة الكونية المحاكة ضد النظام السوري.
أحداث الثورة السورية كانت لها بصمة ونقلة نوعية في كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، فهي بالنسبة لجميع دول العالم للتواصل والترفيه ومن الممكن للدراسة والبحوث العلمية، لتكون في الحالة السورية تواصل بين الأقارب بعد انقطاعها على الأرض وبحث عن حياة أفضل من الواقع الذي يعيشون فيه، وتفريغ للهموم والمشاعر في الغربة بعيدا عن الوطن.
المركز الصحفي السوري – محمد المحمود