كشف الشخص الملقب بـ”قيصر”، الذي قاد أكبر عملية تسريب لجرائم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بحق المعتقلين، عن تفاصيل مروعة حول تهريب آلاف الصور لمعتقلين سوريين تعرضوا للتعذيب والقتل.
في حلقة خاصة من برنامج “للقصة بقية”على قناة الجزيرة بعنوان “قيصر سوريا يتحدث”، كشف “قيصر” عن هويته لأول مرة، حيث يُدعى فريد ندى المذهان، وهو مساعد أول في رئاسة قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق، حيث نقل تفصيلًا عن رحلة جمع الأدلة والبيانات التي سربها خارج سوريا وشكلت نواة ملفات “قيصر”.
أوامر القتل والتصوير كانت تصدر من أعلى هرم السلطة للتأكد من تنفيذها، وقادة الأمن كانوا يعبرون عن ولائهم لنظام الأسد من خلال توثيق جرائمه. وذكر “قيصر” أنه كان يُصور جثث المعتقلين في مشارح مستشفيات مثل تشرين العسكري وحرستا، حيث كان عدد القتلى يتصاعد بشكل مروع خلال فترة الثورة السورية.
تجميع وتصوير الجثث كان يتم أيضًا في مرآب السيارات بمستشفى المزة العسكري. وفي بادئ الثورة، كان العدد يتراوح بين 10 و15 جثة يوميًا، ولكن ارتفع لاحقًا إلى 50 جثة يوميًا، حيث كان يُدلّس سبب الوفاة ليظهر كأنها ناتجة عن توقف القلب والتنفس.
وبعد سنوات من التجميع والتصوير، قرر “قيصر” الانشقاق عن نظام الأسد، حيث تم عرض ملفه على مجلس النواب الأمريكي للنظر في جرائم النظام. وعبر عن أمله في فتح محاكم وطنية لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب ودعا الحكومة الأميركية لإلغاء “قانون قيصر” ورفع العقوبات عن الشعب السوري المظلوم.
قيصر يواصل جهوده لتقديم العدالة والكشف عن جرائم النظام السوري، في تطلع لتحقيق العدالة ومحاسبة من ارتكبوا الجرائم ضد الإنسانية.