طالبت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الثلاثاء بالسماح بإجلاء عشرات المرضى والجرحى من حلب الشرقية المحاصرة من خلال طرق آمنة ليتسنى لهم الحصول على العلاج الضروري.
وكان الجيش السوري المدعوم بميليشيات شيعية تدعمها ايران والطيران الحربي الروسي شن الاسبوع الماضي هجوما يهدف الى السيطرة على الجزء الشرقي من هذه المدينة التاريخية الشمالية من ايدي المعارضة المسلحة. وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد الاطباء المتبقين في حلب الشرقية لا يتجاوز الـ 35 عليهم توفير العناية الطبية لاكثر من ربع مليون انسان.
وهاجمت القوات السورية والقوات الداعمة لها الجزء الشرقي من حلب من عدة جبهات يوم الثلاثاء، في اكبر هجوم تشنه على المدينة.
وقالت فضيلة شايب الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية “تطالب منظمة الصحة العالمية بالتأسيس الفوري لطرق اجلاء انسانية من اجلاء المرضى والجرحى من الجزء الشرقي من المدينة.”
واضافت الناطقة ان 7 مستشفيات فقط ما زالت تعمل في حلب الشرقية، بعض منها تعمل جزئيا بينما يعلق في المدينة المحاصرة مئات الجرحى.
من جانبه، قال طارق يشاريفيتش وهو ناطق آخر باسم منظمة الصحة العالمية إن العشرات من المرضى والمصابين بحاجة الى اجلاء فوري، وان السلطات الصحية المحلية بامكانها اعداد قوائم باسماء هؤلاء وعرضها على الهلال الاحمر السوري لتقييم حالاتهم.
وقال يشاريفيتش الموجود في سوريا إن “منظمة الصحة العالمية رفعت طلب الموافقة على عملية الاجلاء الطبي من خلال وزارة الصحة السورية الى وزارة الخارجية في دمشق، وتجري الآن دراسة الخطط الخاصة بوجهة الاجلاء اما الى حلب الغربية او الى مستشفى باب الهوى في محافظة ادلب”.
اما كريستا آرمسترونغ الناطقة باسم الصليب الاحمر فقالت إن الكوادر الطبية في حلب الشرقية تعمل بلا كلل لانقاذ ارواح المرضى والمصابين، ولكنها لا تتمكن من التعامل مع الطلب الكبير على الخدمات الطبية التخصصية والطارئة.
وقالت الناطقة “ثمة حاجة ماسة لعمليات الاجلاء الطبية، فالمستشفيات في حلب الشرقية تعاني من شح كبير في المعدات والمواد الضرورية لجراحات الاصابات وللدم الذي يحتاجه الجرحى.”
غارات
واستمرت في غضون ذلك الغارات الجوية المكثفة على حلب والمناطق الريفية المحيطة، حيث دعت القوات الحكومية المدنيين إلى الابتعاد عن تجمعات مسلحي المعارضة في الأحياء الشرقية بالمدينة.
,اعلن الجيش السوري سيطرته على حي الفرافرة شمال غرب قلعة حلب بعد معارك ضارية مع فصائل معارضة. ولم يتسن التاكد من صحة اعلان الجيش السوري. بينما رد مسلحو المعارضة باستهداف مواقع للقوات الحكومية غرب حلب كما يقول مراسلنا في سوريا عساف عبود.
وقصفت طائرات حربية بالبراميل المتفجرة صباح الثلاثاء مناطق في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.
وقال المرصد، الذي يوجد مقره في بريطانيا، إن ثمة اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها ومسلحي المعارضة جنوب غرب حلب.
ولم يتضح حتى الآن مدى الخسائر البشرية الناجمة عن هذه المواجهات.
وارتفعت حصيلة القتلى الذين سقطوا جراء الغارات الجوية على أحياء حلب الشرقية أمس الاثنين إلى 26 شخصا من بينهم 6 أطفال، بحسب المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد في إحصائياته على مصادر ميدانية.
وأشار المرصد إلى أن الحصيلة قد تتغير نظرا لوجود جرحى بحالات خطرة ومفقودين.
وتمثل حلب جبهة مهمة في الحرب السورية، إذ تريد القوات الحكومية تحقيق ما قد ينظر إليه كأهم نصر لها خلال هذه الحرب من خلال استعادة مناطق سيطرة المعارضة.
وتتقاسم القوات الحكومية والمعارضة السيطرة على المدينة، التي كانت مركزا تجاريا مهما، منذ عام 2012.
وفي العام الماضي، تمكنت القوات الحكومية تدعمها غارات جوية روسية ومجموعات مسلحة إيرانية من تحقيق تقدم. كما استطاعوا مطلع الشهر الماضي إغلاق آخر ممر لمناطق سيطرة المعارضة شرقي المدينة، وهو ما جعل قرابة 250 ألف شخص تحت الحصار.
“قلق عميق”
وخلال الأسبوع الماضي انهارت هدنة توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين – لم تحدد أسماءهم – قولهم إن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار يزيد من احتمال أن تقدم دول خليجية على تسليح مجموعات معارضة سورية بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعرب عن “قلقه العميق” إزاء الأوضاع السائدة في الأجزاء من مدينة حلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
بي بي سي