باتت مواقع التواصل الاجتماعي منصة يلجأ إليها العالم أجمع لأهداف متعددة أبرزها كسب معارف جديدة، ومعرفة أخبار الأصدقاء، والتواصل عن بعد للمغتربين خارج بلادهم، لكنها وصلت مؤخرا لدرجة الإدمان، وبالأخص لفئة الشباب الناشئة، والتي تستخدم هذه المواقع بهدف إضاعة الوقت والتسلية.
ولعل أكثر ظاهرة أخذت بالانتشار بطريقة غدت مزعجة كثيرا هي ظاهرة مايسمى “المنشن أو التاغ” على موقع فيس بوك، عبر استخدامها من قبل بعض الصفحات لترويجها وزيادة عدد زوارها وجلب أكبر عدد من ” اللايكات ” والمشاركات، وجذب الانتباه لها عبر منشورات أو صور مختلفة، وعلى سبيل المثال صورة لفتاة تتمتع بطول وجمال ساحر ويعلق عليها ” منشن للطويلات”، وهنا تبدأ الفتيات بالبحث بقائمة الأصدقاء واختيار الطويلات لإدراج اسمهن في المنشور، في النهاية لا يمكننا أن نسمي ذلك سوى هدر الوقت بمواضيع لاتغني بأي فائدة.
بغض النظر عن الوسيلة وشكلها..
فمنهم من يلجأ للسخرية من أصحاب الوزن الزائد فيقول بمنشوره “تاغ لصاحبه أبو كرش” مرفق بصورة لشخص بدين، ومنهم من يسخر من ضعيف النظر فيقول “تاغ لصاحبك أبو أربع عيون.”، أي من يرتدي نظارة، وهنا تبدأ الحساسيات، ويبدأ البحث عن تاغ للرد على بعضهم البعض، لتنتشر الكراهية ويعم الحقد في نفوسهم، وبالأخص للأطفال في عمر 12 فما فوق.
بل حتى نجد بعض الإشارات التي تأجج الفتن والغيرة ضمن العائلة، فيقول منشن لاختك الغيورة، أو منشن لحماتك حياتك ويشير للأمر بسخرية، أو حتى هناك بعض الصفحات تروج للفتن بين العائلات كمنشور يقول” لو حماتك مريضة بتبيعي صيغتك لتتعالج؟”، ليبدأ سيل التعليقات المغرضة بحق الحماة المسكينة والتي هي من الأصل مجرد افتراض يخبئ وراءه نهرا من الحقد وإثارة المشاكل.
ويشير المختصين النفسين بأن معظم رواد المواقع الاجتماعية
يتأثرون سلباً بالإشارات إليهم أو لأصدقائهم، وخاصة إذ لامست نفس الصفة فيهم، وهذا التأثير يؤدي لتغييرات فيزولجية وعقلية ربما مستقبلا تجعل من الشخص مجرماً، أو تشجع ذاك الميول لديهم…
فمن الملام هنا إدارة تلك المواقع؟؟، أم الشبان والشابات المتعلقين بالأمر أكثر من اللزوم؟؟
مجلة الحدث_ سماح الخالد