لندن – ابراهيم حميدي
غابت عن البرنامج الذي وزعته الخارجية الروسية لـ «منتدى موسكو» الذي ينطلق اليوم بين ممثلي النظام السوري والمعارضة اي عناوين ومحاور سياسية باستثناء اللقاء الذي يجمعهم بوزير الخارجية سيرغي لافروف بعد ظهر الاربعاء، في مقابل تركيز موسكو على «الديبلوماسية الاجتماعية» وجمع الطرفين على وجبات الغداء المفتوح وتناول الشاي… على أمل جمعهم بـ «صورة جماعية».
ويتزامن انعقاد «منتدى موسكو»، الذي يستمر أربعة ايام، مع مرور سنة على انهيار مفاوضات «جنيف-2» بوساطة المبعوث الدولي السابق الاخضر الابراهيمي، نتيجة عدم اتفاق الجانبين على اولوية التفاوض بين تمسك الحكومة بـ «اولوية محاربة الإرهاب» وسعي «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الى مناقشة تشكيل «هيئة حكم اننقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة»، بحسب «بيان جنيف» الصادر في منتصف 2012.
ولم يستطع الابراهيمي وقتذاك اقناع وفد الحكومة بإجراء «مفاوضات موازية» حول ملفي الارهاب والهيئة الانتقالية، بل ان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري لم يسمع الى عرضه قدمه رئيس وفد «الائتلاف» هادي البحرة عن مهمات ومبادئ تشكيل الهيئة الانتقالية الذي جاء في 24 صفحة.
اما الآن، يقاطع «الائتلاف» الحوار في العاصمة الروسية، مقابل مشاركة شخصيات معارضة وقادة «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» التي يسعي بعض قادتها الى منافسة «الائتلاف» على قيادة المعارضة عبر الزج بمعظم قيادييها في داخل البلاد وخارجها في موسكو. وتسلحت «هيئة التنسيق» بـ «وثيقة القاهرة» التي توصل اليها اول امس معارضون بينهم شخصيات من «الائتلاف».
وبحسب البرنامج التفصيلي، الذي حصلت «الحياة» على نسخة منه، اطلقت الخارجية الروسية على الحوار «ساحة روسيا لإجراء الاتصالات التشاورية السورية – السورية»، بحيث يعقد وراء ابواب مغلقة في الصالة الخضراء في دار الضيافة الصغيرة في مبنى الخارجية. وينطلق الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم بـ «تسجيل» المشاركين اسمائهم قبل ان يلقي فيتالي فيتشيسلافوفيتش ناؤمكن مدير معهد الاستشراف التابع للاكاديمية الروسية للعلوم كلمة افتتاحية باعتباره «منسقاً» للحوار ثم يفتح الباب امام الحاضرين لـ «التعارف» على اساس ان عدداً من المعارضين لا يعرف احدهم الآخر نتيجة كون عدد منهم «في المهجر» وقدوم آخرين من دمشق و «معارضة الداخل» والاحزاب التي رخصتها الحكومة في السنتين الماضيتين.
وبعدما «يتعرف ممثلو المعارضة والمجتمع المدني على بعضهم بعضاً» في الطابق الاول، ينزلون الى بهو دار الضيافة لـ «الاستراحة وتناول الشاي والقهوة والمرطبات» قبل ان يعودوا ثانية لـ «مواصلة الحوار» لفترة وجيزة ثم الخروج ثانية لتناول «غداء بوفيه» في «صالة كاريليا» على امل ان يتعرفون على بعضهم اكثر… خلال احضار الوجبات. وتتكرر كلمات «مواصلة الحوار» و «الاستراحة» طيلة برنامج اليوم الثاني من دون ذكر عناوين للحوار، الى ان يقوم ناؤمكن في السادسة من بعد ظهر غد بـ «تلخيص النتائج الاولية لحوار ساحة موسكو».
في اليوم الثالث، يقول البرنامج ان «ممثلي حكومة الجمهورية العربية السورية يشاركون» في الحوار مع «المعارضة السورية وهيئات المجتمع المدني السوري» مع فتح المجال لـ «نقاش عام» بين الحاضرين لنحو ساعة ونصف الساعة قبل خروجهم ايضاً الى بهو المبنى لمدة ربع ساعة لـ «استراحة تناول الشاي والقهوة والمرطبات»، قبل ان يصعدوا ثانية الى «الصالة الخضراء»، حيث يقدم «رئيس الوفد الحكومي» السفير في الامم المتحدة بشار الجفعري «مداخلة» لربع ساعة.
ومن المقرر ان تعقب ذلك كلمة لـ «ممثل المعارضة» من دون اتفاق الى الآن على من سيلقيها ومضمون هذه الكلمة، وما اذا كانت ذاتها «وثيقة القاهرة» التي لم يشارك في صوغها بعض المشاركين في موسكو مثل رئيس «منبر النداء الوطني» سمير العيطة ونائب رئيس «تيار بناء الدولة» منى غانم وسط حديث عن تكليف الفنان جمال سليمان بحمل الوثيقة الى العاصمة الروسية. وعلمت «الحياة» ان صراعاً خفياً يدور بين شخصيات معارضة وان اكثر من شخص منهم ابلغ الخارجية الروسية انه يريد «تولي هذه المهمة» وتلويح اخرين بالمقاطعة اذا لم يقوموا بذلك. ويتردد ان سهير سرميني القادمة من دمشق بـ «توصية» من الحكومة السورية، ستلقي «مداخلة ممثل هيئات المجتمع المدني».
بعد ذلك وفي حال حصول تسوية ما، يخرج الجميع الى تناول الغداء المفتوح، قبل العودة الى «مواصلة الحوار بين الاطراف» لساعة ونصف الساعة، استعداداً لانتقالهم جميعاً الى «صالة شباليرني» في دار الضيافة الكبيرة للقاء لافروف الذي سيلقي كلمة و «يتحاور» مع المشاركين لحوالي ساعة، قبل ان يلخص ناؤمكن «النتائج المرحلية المحتملة».
خصصت الخارجية في برنامجها اليوم الأخير، الخميس لـ «الحوار بين ممثلي الحكومة والمعارضة وهيئات المجتمع المدني السوري» من دون تفاصيل، مع املها ان تساعد «الاستراحة والشاي والقهوة والمرطبات» منسق الحوار في الواحدة من بعد ظهر للوصول الى «الاقرار المحتمل لنتائج اللقاء السوري الاول بما فيها التوافق حول مواعيد استئناف اعمال ساحة موسكو». ويختتم الحوار بـ «صورة جماعية للمشاركين» تؤخذ في بهو دار الضيافة الصغيرة، قبل عودتهم الى فندق «بريزيدنت».
“صحيفة الحياة”