اجتمعت بعض الدول الكبرى كل من “أمريكا وروسيا والاتحاد الأوربي” في ” الدوحة ” لمناقشة السياسة الجديدة في الشرق الأوسط , وأدوار القوى الكبرى في المنطقة, وعن استغلال الجهات المتعددة الأجنبية والعربية للأزمة السورية في تحقيق مصالحها وأهدافها بما تطمح إليه.
خصص منتدى الدوحة 2017, الذي بدأت فعالياته اليوم, لجلسة بعنوان “أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي ومرحلة سياسية جديدة في الشرق الأوسط “.
بدأت الجلسة التي ترأسها السيد “عبدالرحمن مالك “عضو مجلس الشيوخ الباكستاني, مؤكدا السيد” يوسف عمراني” مستشار مجلس الوزراء الملكي المغربي, أن العالم العربي وخاصة في” سوريا” يعيش موقفا معقدا ووضعا هشا يحتاج تدخلا إيجابيا من القوى الكبرى, لوضع حل لقضايا المهاجرين والصراعات والنزاعات التي تعج بها المنطقة، مع اعتماد مبادئ أخلاقية لمواجهة هذه التحديات المستعصية.
وأشار” يوسف عمراني” على أهمية, أن تقوم دول المنطقة العربية والأجنبية بواجباتها وتبدء دورها في تشييد وإقامة كيانات قوية ومجتمع ديمقراطي سليم, مع خلق فرص العمل واعتماد الشفافية وتعزيز الديمقراطية, مع عدم الاعتماد بشكل كبير على الدول الاجنبية, وإننا نحتاج إلى وجود نظام اقليمي في المنطقة , ودعم من الدول الأجنبية للقضاء على جميع التنظيمات الارهابية وخلاياها المنتشرة, التي تشكل خطرا على المنطقة لإعادة هيكلة النظام العالمي الذي لم ينجح إلى الآن بحل قضية سوريا.
ومن جانبه تحدث” السيد نيكولاس جيمس ويستكوت “مدير منطقة الشرق الأوسط بالاتحاد الأوروبي،” أن الشرق الأوسط يتغير بسرعة كبيرة تفوق تطور حكوماته”، وبسياق الثورات الربيع العربي, أشار إليها بأنها قلبت المنطقة وزادتها توترا عصيبا, ولا تزال دوله تبحث عن حلول لما يواجهها من مشكلات نتجت عنه, وإن الاتحاد الاوربي لديه استراتيجية عالمية رئيسية في التحرك بالشرق الأوسط, عالمية تسلط الضوء على أن الاستقرار يسهم في نشر التوازن والاستقرار والتغلب على جميع التحديات, وأهمها اللجوء والتطرف والإرهاب.
.
وأشار” نيكولاس” في كلامه في الجلسة ” أن الاتحاد الأوروبي يوفر الدعم اللازم لدول الأشد فقرا كأفريقيا, وأنه أكبر متبرع في العالم لها, والدول الأكثر تضررا بهدف منع انتشار الأزمات, منوها بدور الاتحاد في تعزيز التجارة والاستثمار وخلق فرص عمل وتحقيق النمو الاقتصادي في الدول المصدرة للاجئين.
وجاء في سياق الجلسة في السياسة الروسية في المنطقة العربية وخاصة سوريا قسم الدكتور” مروان قبلان” أستاذ العلوم السياسية بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في دولة قطر, أن السياسة الروسية إلى ما قبل أزمة أوكرانيا وما بعدها، فقبل أزمة أوكرانيا مررت روسيا قرار التدخل في ليبيا ولم تستطع إخراج أمريكا من أفغانستان.. مشيرا إلى أنها تغاضت عن هذه الأمور في فترة من الفترات خوفا من وصول الربيع العربي إليها.
ثم أضاف الدكتور “ماكسيم سواتشكوف ” المحلل السياسي, بنفس السياق عن روسيا والشرق الأوسط أن” سياسة التدخل الروسي في المنطقة تعكس مكاسب متوالية لكن لا توازي مكاسب أمريكا” و أن السياسة الروسية لها مبادئ ثابتة, فتدخلاتها تكون انتقائية برجماتية، وأن الرئيس الروسي منذ بداية الربيع العربي, وهو يتبع سياسة كل الاحتمالات والخيارات مفتوحة، وانعكس ذلك في اقتصار وجودها على التدخل الاستشاري والتدريبي دون إيجاد قوات عسكرية على الأرض.
في ختام الجلسة في قطر أضاف أيضا الدكتور” جون دوك أنتوني” الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية بالولايات المتحدة الأمريكية، على أن أمريكا لن تتراجع عن الإهتمام الاستراتيجي الذي توليه للمنطقة العربية والخليج على وجه الخصوص, رغم الترويج الإعلامي بعكس ذلك، وأن أمريكا لديها استراتيجية واضحة منذ الحرب العالمية الأولى, وأهدافها ونواياها لن تتغير ربما يتم تعديلها وفق التحولات.
الجدير بالذكر رغم الجهود الإنسانية المبذولة, فإن الانهيار الاقتصادي وتعقيدات الأزمة, تجعل من الصعب على ملايين السوريين تلبية احتياجاتهم الإنسانية, والآن دول مجلس التعاون الخليجي تبذل جهوداً مكثفة لمساعدة اللاجئين السوريين في شتى البلدان.
المركز الصحفي السوري – محمد السلطان