انسحب تنظيم داعش من كامل مدينة منبج، الجمعة، مستخدماً مئات المدنيين كدروع بشرية، اثناء خروجه إلى مدينة جرابلس في الشمال الشرقي لمنبج.
خرج عناصر التنظيم بسيارات مدنية، يرافقهم أكثر من 2000 مدني كدروع بشرية، تعرضوا أثناء خروجهم لقصف من طيران التحالف، ما دفع ببعض العائلات لاستغلال حالة الفوضى والهرب من التنظيم، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية.
بعد قصف التحالف قامت قوات “قسد” باستهداف الرتل، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً وجرح العشرات، فيما وقع المدنيون الهاربون من الرتل ضحية الألغام المزروعة في المنطقة.
ورغم انسحاب التنظيم من منبج إلا أن “قسد” لم تدخل المناطق التي انسحب منها التنظيم، وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها “قسد” 90% من منبج وفق ما أفاد ناشط إعلامي من منبج لـ “أمية برس”.
شارك مع قوات “قسد” في معارك منبج التي بدأت مطلع تموز/ يونيو الماضي، المجلس العسكري لمدينة منبج، إلى جانب الكتائب العربية المنضوية تحت، قوات سوريا الديمقراطية، ويتخوف مدنيون من منبج عدم سماح وحدات حماية الشعب الكردية YPG من عودة المدنيين إلى مناطقهم.
مصدر محلي قال لـ “أمية برس” “المدنيون يتخوفون من تكرار ما حدث في تل أبيض، فرغم اشتراك لواء ثوار الرقة (المكون العربي) في غرفة بركان الفرات، إلى جانب قوات YPG، منعت الأخيرة من عودة المدنيين إلى مناطقهم، ومارست انتهاكات بحقهم.
من جهة أخرى أظهرت وسائل إعلام مقربة من YPG تظهر مساعدة مقاتليهم لمدنيين، وأخرى تهنئ بها فتيات عسكريات المدنيين بعد تخليصهم من داعش، وهو ما دفع ناشطين إلى اعتبار تلك الصور دعاية ترويجية ليس أكثر.
ويعتقد ناشطون أن منبج تحولت من اللون الأسود إلى اللون الأصفر، وما سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المنطقة، إلا فصل جديد من فصول معاناة المدنيين، وتل أبيض وقرى الحسكة شاهداً على ذلك.
وعلى الصعيد الإنساني، افترش مدنيون خرجوا مع تنظيم داعش من منبج إلى جرابلس الشوارع والأراضي الزراعية، لعدم وجود أماكن تؤويهم، لا سيما أن التنظيم حجز ما تبقى من بيوت فارغة للإيجار لمنحها لعناصره وذويهم، وفق ناشطين من منبج.
يذكر أن تقارير دولية أدانت YPG، المكون الأبرز في قوات سوريا الديمقراطية، واتهمتها بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في الحسكة، متمثلة بحرق المنازل والتهجير، كما أن قوات سوريا الديمقراطية كانت شريكاً في حصار النظام على أحياء حلب مدينة حلب.
أمية برس