يعيش في اليمن مئات السوريين الذين استقروا فيها إما بحثًا عن العمل أوالدراسة، أوحتى هربًا من نار الحرب المندلعة في بلادهم.
لكن الحرب نفسها تحاصرهم اليوم في اليمن، بعد العمليات العسكرية لقوات عبد الملك الحوثي، والغارات التي تشنها الرياض وحلفاؤها ضدهم، في ظل غياب وثائق السفر، أو انتهاء صلاحيتها لدى معظم السوريين.
بين صنعاء وعدن
ويتركز وجود السوريين قبيل الأحداث الراهنة في مدينتي عدن وصنعاء، بينهم من أتى طلبًا للاستقرار والعمل إضافة إلى شبان يدرسون في جامعات اليمن، وقسم منهم قادتهم الحرب في بلادهم بحثًا عن الأمان.
وقال المهندس طارق عقلة المقيم في اليمن لعنب بلدي “آلاف السوريين محاصرون في اليمن، ويتركز وجود معظمهم اليوم في صنعاء، أي تحت حكم الحوثيين ما يشكل خطرًا كبيرًا عليهم”.
وذكر عقلة أن “معظم الجالية السورية تملك جوازات سفر منتهية الصلاحية، ورفضت السفارة قبيل الحرب التجديد لأي منهم، مما يزيد من مأساتهم ويجعلهم محاصرين”.
واليوم لا سفارات ولا قنصليات تعمل في صنعاء، بعيد “عاصفة الحزم” التي تشنها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها على قوات الحوثي، الأمر الذي جعل اليمن معزولًا عن العالم الخارجي، بحسب عقلة.
الائتلاف يدعو لتأمينهم بـ “خجل”
وكان الائتلاف المعارض دعا في الثالث من نيسان الجاري إلى ضرورة إنقاذ حياة السوريين العالقين وتأمين خروجهم بشكل آمن إلى الدول التي تقبلهم لديها، الأمر الذي اعتبره طارق “دعوة لاترقى لحجم المعاناة والمأساة”، وأردف “إلى هذه اللحظة لا أحد يتكلم بخصوص السوريين ولامبادرات حقيقية تساعدهم في الخروج من مأساة الحرب”.
ونقل الإعلامي السوري أحمد موفق زيدان، مدير مكتب قناة الجزيرة في باكستان عبر صفحته في موقع تويتر، رسالة من السوريين المحاصرين في اليمن إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد، بضرورة إجلاء 400 عائلة سورية محاصرة من قبل الحوثيين في اليمن.
ونوه زيدان في تغريداته إلى أن “عاصفة الحزم” يجب أن تكون سلة متكاملة وليست عملًا عسكريًا، فإجلاء المحاصرين واستقبالهم هو جزء من الحاضنة الاجتماعية.
وكانت السعودية أعلنت الشهر الماضي بدء عملية “عاصفة الحزم” والتي تضم حلفًا من عشر دول عربية، وتهدف إلى إيقاف زحف جماعة أنصار الله (الحوثيين)، التي سيطرت في شباط الفائت على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في انقلاب كامل على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
عنب بلدي