تختلط علينا الأوراق في هذه الأزمة المفاجئة… حصار قطر.. من المستفيد ومن المستهدف؟؟ أهي الدوحة حقا أم أن أنقرة هي المستهدفة أم غزة؟؟!
لكن يقينا أن المستهدف من هذا الحصار ليس هو الإرهاب ولا علاقة للإرهاب به ولعل مما يؤكد لنا ذلك عدم وجود أسماء للإرهابيين في القائمة التي أصدرتها الدول المقاطعة في وقت سابق فنجد في القائمة اسم العلامة القرضاوي وهو عالم جليل ولا نجد اسم الأسد الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء في سوريا وكذلك تضم قائمة الإرهاب جمعية قطر الخيرية التي لا يمكن نكران فضلها في مساعدة المستضعفين من قبل طغاة العرب وغيرهم بالمقابل لا تجد في القائمة الحرس الثوري الإيراني الإجرامي الذي ارتوى من دماء أطفالنا ببلاد الشام…
اللعبة غامضة والحجة غير مقنعة فمن المستهدف إذا؟؟؟
هناك سيناريوهات عديدة وكلها واردة فقد يكون الهدف هو القضاء على حركة حماس وإلا فماذا تشكل مصر بالنسبة لقطر لتشارك في فرض حصار عليها!!!؟
فيكون المخطط دفع قطر للتخلي عن حماس ثم زيادة الحصار على غزة والانقضاض على آخر معقل للمقاومة العربية والإسلامية ضد الكيان الصهيوني فيصدق من قال أن حماس تقاتل اليهود نيابة عن العرب والعرب يقاتلون حماس نيابة عن اليهود…
ولربما لم يكن هذا هو الهدف من حصار قطر فقد يكون الهدف حرمان تركيا من الوصول إلى عام (2023)، وذلك بتوريطها بأزمة الخليج فإما أن تقف مع قطر فتخسر حلفاء مهمين كالسعودية أو أن تقف ضد قطر فتخسرها أو غير ذلك مما يهدد مستقبل تركيا بحيث تدخل بمستنقع يصعب عليها الخروج منه وبالتالي لا تصل بسلام إلى عام 2023 وخصوصا أن هذه الأزمة جاءت بعد فشل انقلاب 15 تموز ثم نجاح التعديلات الدستورية في نيسان الماضي…
هذه أهداف محتملة وخطيرة جدا جدا لكن الأخطر من ذلك والأسوأ أن يكون الهدف تكرار سيناريو شبيه بالحرب الطاحنة المدمرة التي أهلكت سوريا منذ أكثر من ست سنوات… الهدف الأخطر أن تتحول دول الخليج إلى سوريا بالزي الخليجي فإذا ما قامت الحرب بين دول الخليج -لا قدر الله – لن تكون النتيجة بأفضل من نتيجة الحرب السورية… ففي سوريا يقتل العرب والمسلمون بعضهم بعضا بسلاح غربي وأمريكي وكذلك الحرب في الخليج إذا حصلت تكون صفقة ترامب مع السعودية بالسلاح مستعدة وجاهزة لتفتك بالدوحة وبالمقابل لن يسكت حلفاء قطر عن ذلك فتقوم حرب لا فائدة منها سوى الهلاك.
فاحذروا واحذروا واحذروا يا قومي… احذروا من مخطط أمريكي يهودي يدمر بلادنا ومقدساتنا…
احذروا يا قومي من سوريا الخليجية فإن أمل العرب اليوم في دول الخليج وتركيا فإذا وقعت تركيا أو تدمرت الخليج لن ترتفع لعربي راية بعد اليوم…
ترك برس