هناك حيث كتبت الشعارات المناهضة لنظام الاسد على جدران مدرسة بدرعا احتضنت أشجع طلاب عرفتهم المدارس السورية، فكانت كتاباتهم البذرة الاولى لانطلاق الثورة السورية، حيث قاموا بكتابتها متأثرين بالربيع العربي وتم اعتقالهم بسببها ليقوم اهلهم بالذهاب الى محافظ المدينة وعاطف نجيب المسؤول عن اعتقالهم فطردهم ورفض مقابلتهم وأرسل إليهم ان انسوا رؤية اطفالكم وان لم تكونوا قادرين على إنجاب غيرهم فأرسلوا نسائكم الينا، مما اثار غضبهم بشكل كبير.
هي درعا التي شهدت أولى المظاهرات المنظمة بأعداد كبيرة، وتحت سمع العالم وبصره؛ لتعلن سقوط أسطورة (الأسد إلى الأبد) حيث أطلقت قوات الاسد النار على الجماهير المتظاهرة، وترافق ذلك مع تحليق للطيران، وعُقدت اللجنة الأمنية، وهدد رئيسها علي مملوك حينها بإزالة درعا من الوجود.
بدأ يوم 18 آذار على إثر حادثة اعتقال الأطفال، انطلقت مظاهرات حاشدة في درعا جنوب سورية شارك فيها المئات احتجاجاً على الاعتقال، والقمع والفساد، وتنديداً بممارسات رجال الأمن كعاطف نجيب الذي رفض مطالب أهل درعا بإطلاق سراح أبنائهم، وفي هذا اليوم؛ قابل الأمن هذه المُظاهرات بإطلاق الرصاص الحي مما أدى إلى سقوط 4 شهداء منهم حسام عياش، ومحمود جوابرة وهما أول شهداء الثورة السورية.
توالى بعده سقوط شهداء مدينة درعا بسبب قمع النظام للمتظاهرين واستمرو على هذه الحال لفترة من الزمن الى ان ظهر الحراك المسلح بسبب فشل سلمية الثورة والتخاذل الدولي والعربي تزامنا مع امتداد الثورة الى معظم المدن كحمص وادلب وغيرها.
ابو احمد أحد ابناء درعا يقول: “بعد فشل سلمية الثورة وازدياد بطش النظام للمتظاهرين واعتقاله لهم وقتلهم اضطررنا للدفاع عن أنفسنا واعراضنا من خلال حمل السلاح في وجه النظام الظالم.”
ومن قتل واعتقال ليتفنن النظام السوري بالقمع بأسلوب القصف الذي طال كل حي في المدينة ولا سيما المناطق التي يفقد السيطرة عليها وأصبح القصف اليومي والعشوائي يهدد حياة الكثير من المدنيين العزل ولا سيما النساء والاطفال حيث بلغ عدد شهداء محافظة درعا منذ بداية الثورة 10 آلاف شهيد معظمهم قضى بسبب القصف الحربي والمروحي وقذائف الهاون والمدفعية.
وبحسب احصائيات الناشطين ان ثلثي درعا تحت سيطرة الثوار فدرعا البلد تحت سيطرتهم بشكل كامل ما عدا حاجز الجمرك واثنين اخرين بالإضافة الى مناطق متفرقة من درعا المحطة وقرى الريف كتل حمد وقرية الشيخ مسكين في ريف درعا ولا تزال باقي المناطق التي يسيطر عليها النظام تتعرض لهجمات متكررة من الثوار بهدف تحريرها حيث تقدم عشرات الشهداء وسط الخذلان الدولي وتساؤلات الاهالي عن مدى استمرار هذا الحال.
المركز الصحفي السوري