يبقى الوطن أكثر ما يثير من وسوسة الفضول، نتوحد مع الفجيعة الوطن، قال لنا أستاذ الجغرافية ذات فقه، يمتد الوطن من البحر إلى البحر، فهمنا قوله أننا أبناء حضارة عظيمة في العمران والأدب والفن والطب والعلوم.
فتجاوز فينا الوطن موانئ الكرامة على خلجان الحريّة، دون أن نجد شاهدة نكتب أسماءنا على القبور بخط الثلث الرفيع.
تقول أمٌ من أمّهات الوطن، أرسل لي ولدي رسالة من المغترب يسأل عن الشهداء, فأجابت أنهم كثر و “أكثر ما يحزنني يا بني أنك لست بينهم”.
وفي تعريف آخر للوطن، يكتب شاعر من أبنائه على حجر أملس، بعد أن تاهت القراطيس في التعاريف، تسرّب الوطن من شقوق الطين في أركان منزلنا المهشم بالقذائف، والمسجى فوق درفات النوافذ، كانت تسمى بالشبابيك العتيقة قبل أن يحتلها جند الوطن.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/902611191129318
فيسأل الولد أمه في ذات الرسالة، وهل ستعودون للديار العتيقة !!
أي بني، لم يبق من تلك الديار سوى رغبات على مسرح الذاكرة، سرق الجنود اللحد، واقتلعوا المواليد التي كتبت على محطات القبور.
والوطن، فيروس من الأمراض يمتد كوليرا مجارير المقاومة الغبية، مذ اجتاحت ببكتيريا الميلشيات الطائفية كل جمال تخبئه جرار الشام.
قالها طبيب ذات مجزرة، بترت ساقه وهو يسعف التلاميذ يوم قصفت طائرات كراسات الوطن، غربي المعرة.
تقول الرسالة ذاتها ولكن يا أمي من يقرأ الفاتحة على قبر أخي الشهيد؟! فتجيبه ذات الأم، أخشى ما أخشاه يا بني ألّا أجد متراً من التراب أدفن في هذا الوطن.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/603403098034883
ما أشتهيه يا أخي ربع قهرٍ تحت بند من بنود الاتفاق، أنسلّ من وتد الخيام، قالها مهندسٌ كان يقرأ خبراً من هاتفه، عن الوطن هناك، قبل أن تقتله القذيفة الخطأ هنا.
ومما ورد في آخر جزءٍ من الرسالة، سنبني بسواعد مهندسينا الوطن يا بني.