يحتشد عشرات الآلاف من المهاجرين على الحدود التركية- اليونانية بينهم سوريون، على أمل العبور إلى اليونان، بينما تواصل الحكومة اليونانية تشديد إجراءاتها عند الحدود، وتمنع المهاجرين من الدخول، وفق ما رصدته عنب بلدي وما نشره ناشطون من مقاطع مصوره على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعيش هؤلاء اللاجئون عند الحدود منذ أيام، بينهم أطفال ومسنون، ظروفًا إنسانية متردية، يفترشون العراء وسط البرد ونقص مقومات الحياة الأساسية، على أمل أن تُفتح الحدود اليونانية أمامهم.
ويستمر تدفق المهاجرين نحو الحدود التركية- اليونانية أو إلى نقاط التهريب البحرية المقابلة للجزر اليونانية القريبة، مع إعلان الحكومة التركية استمرار فتح حدودها، بعد التطورات العسكرية التي أدت إلى مقتل عشرات من جنودها في إدلب نهاية شباط الماضي.
وبلغ عدد المهاجرين غير النظاميين، الذين عبروا الأراضي التركية باتجاه الحدود مع اليونان حتى صباح اليوم، الثلاثاء 3 من آذار، 130 ألفًا و469 مهاجرًا، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” عن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بينما لم تزد تقديرات الأمم المتحدة لأعدادهم على 15 ألفًا.
تواصلت عنب بلدي مع مجموعة من المهاجرين والمهربين للتعرف إلى طرق التهريب التي يسلكونها، وإلى التكلفة لهذه الرحلات.
200 يورو لـ”بلم” النهر
أحد المهربين (تحفظ على نشر اسمه) قال إن عددًا من المهربين ينشطون حاليًا عند الحدود البرية التركية- اليونانية في منطقة أدرنة، ويعرضون خدماتهم في تأمين عبور الناس إلى أول قرية في الطرف اليوناني، عن طريق عبور نهر إيفروس في “بلم” (قارب مطاطي)، يتسع لأربعة أو خمسة أشخاص، مقابل 200 يورو عن كل شخص.
و حسب تقديراته، دخل حوالي 300 شخص مؤخرًا، عبر هذا الطريق إلى الأراضي اليونانية، بينما “لا تعد هذه الطريقة مضمونة”، لأن الأشخاص الداخلين يبقون معرضين لإعادتهم إلى تركيا من قبل حرس الحدود اليوناني، في حال لم يصلوا إلى مدينتي كافالا أو سالونيك
2000 يورو لـ”دليل الطريق” البري
وبالنسبة لطريقة التهريب الأساسية عبر البر، تتم عبر نقل مجموعة أشخاص في سيارة واحدة، يرافقهم شخص يعمل مع المهرب (دليل للطريق)، من اسطنبول عبر أدرنة إلى أول قرية يونانية.
وعند وصول الدفعة إلى الحدود، يمشون لمدة ساعة على الأقل مع مرافقهم، حتى يصلوا إلى أول قرية يونانية، وتقلهم بعدها سيارة في تلك القرية إلى مدينة سالونيك اليونانية، و”غالبًا تكون السيارة لمواطن يوناني أو بلغاري أو لسوري مقيم في اليونان، ومطلع على الوضع والمنطقة جيدًا” بحسب المهرب.
وتكلف هذه الطريقة نحو 2000 يورو للشخص الواحد، ولكنها تعتبر آمنة، لأن الأشخاص الواصلين إلى سالونيك، ليسوا معرضين لخطر إعادتهم إلى تركيا.
ومن الممكن أن تتفق مجموعة من الأشخاص مع المهرب مقابل مبلغ 1200 يورو، على إيصالهم إلى محطة الحافلات والقطارات في قريتي لافارا أو ديماتيكو اليونانيتين.
لكن تلك الطريقة “غير مضمونة بنسبة كبيرة، لأن الشخص معرض لخطورة إعادته إلى تركيا في حال قبضت عليه الشرطة اليونانية المنتشرة في المحطة”.
3000 يورو من اليونان إلى أوروبا
بالنسبة لطريق الوصول من اليونان إلى إحدى الدول الأوروبية برًا، علمت عنب بلدي من مصادر من المهاجرين، أن الركاب ينطلقون من سالونيك إلى مقدونيا ومنها إلى بلغراد، عاصمة صربيا، ومن ثم إلى ألمانيا أو النمسا، وتكلف الرحلة حوالي 3000 يورو.
وقد يتعرض الشخص لخطر القبض عليه من قبل الشرطة المقدونية أو الصربية، ويسجن من شهر إلى ستة أشهر، لتتم بعدها إعادته إلى اليونان.
البحر “أضمن”
بالنسبة لطريق البحر، قال مصدر من المهاجرين إلى اليونان عبر تركيا (تحفظ على ذكر اسمه) لعنب بلدي، إن دفعات من المهاجرين وصلت عبر البحر مؤخرًا إلى الجزر اليونانية، وهو طريق أكثر ضمانًا من طريق البر، من ناحية رقابة خفر السواحل اليونانية “لأنها ليست قادرة على ضبط عملية التهريب كما في طريق البر”.
وتتم رحلة التهريب في البحر، عبر نقل مجموعة من الأشخاص من منطقة ششمه، التابعة لولاية إزمير عبر “بلم”، إلى جزيرة كيوس اليونانية، وتستغرق رحلة البحر من 30 إلى 45 دقيقة، وتكلف بين 900 إلى 1200 دولار.
و من الممكن أن تتم العملية من منطقة آيالار، التابعة لمدينة بودروم، إلى جزيرة كوس، وتكلف حوالي 1200 إلى 1500 دولار.
الرحلة، وفق مصادر عنب بلدي، إلى جزيرة كوس تستغرق حوالي ساعة وتكلفتها أكبر، إلا أن معظم الراغبين بعبور البحر يفضلون الذهاب إلى كوس، لأن فرص العبور منها إلى العاصمة أثينا، أكبر.
رحلة مركبة
أما الطريقة الأكثر صعوبة، فهي العبور من ولاية إزمير إلى مدينة جناق قلعة، وتستغرق حوالي ثلاث ساعات في السيارة، ويتم نقل الركاب في “بلم” إلى جزيرة ميتاليني اليونانية خلال 30 دقيقة، وتكلف من 900 إلى 1200 دولار، وكلما زاد عدد الراكبين في البلم انخفضت التكلفة.
ومن الجزر يتم تأمين نقل الركاب بالباخرة إلى أثينا، مقابل مبلغ بتراوح بين 300 و700 يورو، ومن مطار أثينا إلى إحدى الدول الأوربية تكلف عملية التهريب من 3000 إلى 3500 يورو.
نقلا عن عنب بلدي