المركز الصحفي السوري – عاصم الإدلبي
إن أخبار المعارك التي تجري في ريف حلب الشمالي بين فصائل الجيش الحر وتنظيم الدولة الإسلامية تنبئ عن خطر حقيقي يتهدد المنطقة الشمالية التي أفرزت تغييراً واضحاً في الآونة الأخيرة.
إن سيطرة جيش الفتح على كامل محافظة إدلب باستثناء مطار أبو الظهور العسكري وبعض النقاط المتبقية للنظام السوري في ريف إدلب الغربي ( حواجز محمبل والمعصرة والقياسات) كان له التأثير الكبير على خارطة التحولات العسكرية الاستراتيجية لصالح المعارضة السورية في الشمال، حيث تكمن أهمية السيطرة على محافظة إدلب بأنها المحافظة التي تتوسط محافظتي حلب واللاذقية وتشرف على محافظة حماة، حيث أن جيش الفتح قطع طرق إمداد النظام السوري تماماً باتجاه محافظة حلب المحافظة التي لازال قسم منها يرزح تحت سيطرة جيش النظام السوري، أما ريف حلب الغربي وقسم من ريفها الشمالي فيقع تحت سيطرة المعارضة السورية من الجيش الحر والفصائل الإسلامية، والقسم الآخر من ريف حلب الشمالي (منبج ومدينة الباب أكبر مدن الريف الشمالي لحلب) يقع تحت سيطرة تنظيم الدولة، كما يفرض التنظيم سيطرة كاملة على ريف حلب الشرقي.
إن المعارك التي تجري في ريف حلب الشمالي بين الجيش الحر وتنظيم الدولة لن يستفيد منها سوى النظام، كما أن تنظيم الدولة يحاول إكمال بسط سيطرته على أراضي جديدة في سوريا والعراق لإكمال مخططاته بإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وقد جاءت تحركاته في توقيت اعتبر فيه أن النظام السوري يواجه أسوأ حالة عسكرية منذ بدء الثورة في 15 من مارس 2011، وهذا التحرك سيؤدي بالضرورة لتخفيف الضغط عن النظام، بينما كانت عدة فصائل مقاتلة في حلب تعد العدة لمعركة “فتح حلب” لتوجه بالتالي أرتالها إلى الشمال بدلاً من توجيهها لتحرير ما تبقى من المدينة التي تعيش أسوأ كارثة إنسانية بحكم تعرضها للقصف اليومي بالبراميل المتفجرة من قبل طيران النظام السوري.
إن ما تعيشه مدينة حلب وريفها يستدعي تضافر كل الجهود لإنقاذ هذه المدينة من الموت الذي يحاصرها من كل حدب وصوب، فالصراع المحتدم في ريفها الشمالي واحتمال سيطرة تنظيم الدولة على مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الاستراتيجي، سيؤدي لازدياد الضغط على سكان المدينة والذي يعتبر هذا المنفذ هو الوحيد للمدينة باتجاه تركيا، وفيما لو سيطر التنظيم على المعبر ستضطر تركيا لإغلاق المعبر فترة أطول، وهذا بحد كارثة أخرى، هذا عدا عن الكم الهائل من براميل الموت الذي تلقيه طائرات النظام على المناطق المحررة.
بهذه المعطيات السابقة نستطيع القول أن حمام الدم في محافظة حلب سيزداد والفاتورة البشرية لن تتوقف ولن يكون هناك أفق جديد ونور في نهاية هذا النفق المظلم الذ تعيشه المدينة منذ 21 من تموز /يوليو عام 2012 .