صحيفة القدس العربي
ردة فعل نظام الأسد على العملية العسكرية التركية التي قامت أنقرة بواسطتها بنقل رفات سليمان شاه واثنين من حراسه إلى داخل الأراضي التركية، مبينا أن خارجية النظام أصدرت بياناً اعتبرت فيه العملية التركية “عدواناً سافراً على السيادة السورية”، ولم يكتف البيان بهذه المهزلة حول السيادة المزعومة، في الوقت الذي تلعب فيه كل القوى الإقليمية والدولية على الأراضي السورية، وحدود الدولة مخترقة من جميع الجهات كالغربال، والضباط الإيرانيون يقودون معارك الدفاع عن النظام التابع لهم، وأجهزة استخبارات كل دول الأرض تعمل بهمة ونشاط، بل قال البيان أيضاً إن الخارجية التركية أحاطت قنصلية النظام في اسطنبول علماً بالعملية قبل بدايتها، لكن الجانب التركي لم ينتظر الرد السوري، كما تقتضي الأعراف، ورأى الكاتب أن إيران هي التي تولت الرد الحقيقي على العملية العسكرية التركية حين اعتبرتها “تهديداً للاستقرار في سوريا والمنطقة” في تحذير مباشر لتركيا من أي توغل بري جديد محتمل، من منطلق أنها هي صاحبة السيادة الفعلية اليوم على قرارات دمشق، مبينا أن الرد الإيراني ليس هزلياً كما قد يبدو للوهلة الأولى، بل يعني بصراحة أن إيران وحدها – مع الميليشيات الشيعية متعددة الجنسيات التابعة لها – تملك حق التدخل العسكري في سوريا، فيما يمنع تدخل أي دولة أخرى في ممتلكاتها الشامية.