أكدت موسكو تطلعها لفتح قنوات اتصالات نشطة مع واشنطن، وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن مسائل العلاقات الثنائية، والقضايا الدولية، وعلى رأسها الوضع في سورية، تشكل المحاور الأساسية للبحث خلال الاتصالات الأولى بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيرلسون خلال مشاركتهما في اللقاء الوزاري لمجموعة العشرين المقرر في بون الخميس، ومؤتمر ميونيخ للأمن الذي يليه مباشرة.
في الأثناء، حذّر لافروف من أن «وجود عدد كبير من الأطراف الخارجية في سورية يتطلب تنسيقاً دقيقاً لخطواتها في مجال مكافحة الإرهاب في ما بينها وقبل كل شيء مع دمشق». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المنغولي تسينديين مونخ-أورغيل أمس «إن القضاء على الإرهاب هو الهدف الرئيسي لكافة القوى الخارجية المنخرطة في سورية». وتابع أن «روسيا أرسلت قواتها إلى سورية على هذا الأساس، وتوصلت إلى اتفاقات مع تركيا وإيران وحاولت ولا تزال تعمل على التوصل إلى اتفاق مع واشنطن على الأساس ذاته».
وبدا أن تعليق الوزير الروسي موجّه بالدرجة الأولى إلى الجانب التركي، وقال «إن مكافحة الإرهاب في ظل وجود مثل هذا العدد الكبير من الأطراف تتطلب تنسيقاً دقيقاً لخطواتها على الأرض، وبخاصة مع القوات (الحكومية) السورية»، مشيراً إلى أن «كل الأطراف الخارجية المعنية تعرب عن احترامها للسيادة السورية». لكنه زاد: «هؤلاء الذين يشاركون في هذه العمليات في شكل مباشر، عليهم تنسيق خطواتهم انطلاقاً من المبادئ التي ذكرتها، وذلك يتعلق بعملية الباب وكذلك بمستقبل منبج والرقة وغيرها».
من جهة أخرى، أكد لافروف أن الجولة الجديدة من مفاوضات آستانة التي ستعقد غداً الأربعاء، ستجرى وفق التمثيل نفسه الذي شهدته الجولة السابقة لجهة حضور ممثلي القوى المسلحة للمعارضة والحكومة السورية والدول الضامنة لاتفاق الهدنة (روسيا وتركيا وإيران) وكذلك المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بالإضافة إلى ممثل عن الولايات المتحدة. كما أكد الأهمية الكبرى لحضور الأردن، الذي له تأثير في «جيش الإسلام» وبعض المجموعات في «الجبهة الجنوبية» في سورية. وأضاف أنه يجرى العمل على تحديد تفاصيل مشاركة الأردن في الاجتماع.
إلى ذلك، أفادت وزارة الخارجية الكازاخية بأنها وجّهت دعوات إلى وفدي دمشق والمعارضة السورية للمشاركة في جولة المفاوضات الثانية في آستانة. وقالت في بيان إنه إضافة الى دي ميستورا والأردن، تم توجيه الدعوة إلى الولايات المتحدة «بصفة مراقب».
على صعيد آخر، كان لافروف عارض في مقابلة تلفزيونية بثت ليلة الإثنين محاولات «منع إيران من المشاركة في الحرب ضد الإرهاب»، معتبراً أن الأطراف التي تدعو إلى ذلك «غير براغماتية». ودعا إلى الاعتراف بأن «حزب الله» المدعوم من إيران يقوم بجهد في محاربة تنظيم «داعش».
وفي إشارة إلى تصاعد الخلاف بين طهران وواشنطن، قال لافروف إن «الأمور بين الولايات المتحدة وإيران لا تسير على ما يرام وازدادت سوءاً عما كانت عليه الأوضاع في عهد الرئيس السابق باراك أوباما». وأشار إلى أن الرئيس دونالد «ترامب يتعامل مع الاتفاق النووي الإيراني بحساسية».
لكنه شدد على أنه «إذا كانت أولوية ترامب هي محاربة الإرهاب، فإن من الضروري الاعتراف بأن الجيش السوري هو من يحارب الإرهاب بالدرجة الأولى بمساندة القوات الجوية الروسية، وكذلك فصائل أخرى تدعمها إيران، بما فيها «حزب الله»، ولذلك سيكون من الضروري تحديد الأولويات».
وقلل لافروف من مخاوف إسرائيل من حصول «حزب الله» اللبناني على أسلحة روسية من سورية، مشيراً إلى أن موسكو طلبت من إسرائيل أدلة على معطياتها حول نقل أسلحة من سورية إلى «حزب الله». وزاد: «إننا نقول في كل مرة، نحن نرفض بشكل قاطع انتهاك شروط الاتفاقات التي لا تسمح للبلد المستورد (للسلاح الروسي) أن يسلّم أسلحتنا لأي جهة أخرى من دون موافقتنا».
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس جمهورية الأنغوش أونوس – بك يفكوروف قوله إن كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية أرسلت من الجمهورية الواقعة في شمال القوقاز إلى سورية وإن الكتيبة ستضطلع بتوفير الأمن لسلاح الجو الروسي و «مركز المصالحة» في قاعدة حميميم.
الحياة اللندنية.