قصة || مغامرة برشلونة تُحول مورينيو لصفوف الأعداء
قلق داخل أروقة نادي برشلونة بسبب تدني مستوى الفريق وتراجع نتائجه على كافة الأصعدة تحت قيادة المدرب الهولندي فرانك ريكارد.
اجتماعات مكثفة من خوان لابورتا رئيس النادي، وأعضاء مجلس الإدارة، من بينهم تيكسيكي بيجريستين السكرتير التقني، ليصل الجميع في النهاية إلى الحل الحاسم وهو إقالة ريكارد.
لكن القرار لم يُعلن لوسائل الإعلام، لا سيما وأن الموسم لم ينته بعد، كما أن البديل لم يكن حاضرًا في تلك اللحظات.. لذا كان السؤال يطرح نفسه على طاولة الاجتماعات “من سيخلف ريكارد؟”.
بدأ كل عضو يطرح مرشحه المفضل، فهذا يختار جوزيه مورينيو، وآخر يفضل إرنستو فالفيردي، بينما ينحاز أحدهم لأرسين فينجر، ويخرج أحد المغامرين بفكرة تصعيد بيب جوارديولا مدرب الرديف.
أغلب الأصوات ذهبت لمورينيو، وكانت كفة البرتغالي راجحة في غرفة الاجتماعات، بينما كان تيكسيكي ممتعضًا من هذا الخيار، ليحاول أحدهم إقناعه “تخيل مورينيو مدربًا للبارسا! تصور وصوله بشهرته وسمعته تلك واتحاده مع برشلونة!“.
وفي ظل التيار الداعم لفكرة التعاقد مع مورينيو، كان تيكسيكي أحد الغاضبين من هذه الفكرة، نظرًا لإيمانه المفرط في ابن النادي “جوارديولا“.
القرار تم اتخاذه.. مورينيو الخيار الأنسب لبرشلونة، لتبدأ الاتصالات بالفعل مع خورخي مينديز، وكيل المدرب البرتغالي، الذي رحل للتو عن تشيلسي.
مسؤولو النادي قرروا عقد مقابلة مع مورينيو، ليطير تيكسيكي وأحد أعضاء مجلس الإدارة إلى لشبونة لبدء المحادثات مع جوزيه، الذي باغت الضيفين بوصوله حاملًا ذاكرة وميضية (USB).
المدرب البرتغالي منح تيكسيكي واحدة، وبدأ على الفور في إطلاعه على أفكاره وخطته حال توليه تدريب البارسا وكيفية تطبيق طريقة (4-3-3) باللاعبين المتواجدين في الفريق، بل وزاد مورينيو وبدأ في تحديد الصفقات التي يريدها لدعم القائمة الحالية.
دهشة تيكسيكي ورفيقه كانت ملحوظة، بسبب ثقة مورينيو في طريقة عرض أفكاره وكأنه وقع بالفعل على عقد توليه المهمة بشكل رسمي.
تخلل الاجتماع، سؤال تيكسيكي لمورينيو “لماذا هاجمت برشلونة عندما كنت في تشيلسي؟“.. كلمات أراد بها سكرتير النادي تحويل دفة الحوار، وإظهار الغضب الكامن بداخله تجاه البرتغالي، لعدم قناعته في الأساس بهذه الرحلة وتلك المناقشات.
البرتغالي أجاب بصراحة “هذا أسلوبي المتبع دائمًا في المباريات الكبرى، فالمباراة تبدأ عندي مع المؤتمر الصحفي وتنتهي مع نهاية المؤتمر الذي يعقبها.. وما هي إلا استراتيجية بإمكانك أن تعتبرها حرب نفسية“.
الإجابة زادت قلق تيكسيكي، الذي عاد بعد الاجتماع وقلبه لم يتغير تجاه مورينيو، بل ونقل للابورتا وجهة نظره “هذا الرجل سيُشوه سُمعة برشلونة“.
في الوقت ذاته، بدأت الأخبار تصل إلى الأسطورة الهولندي يوهان كرويف، ونما إلى علمه تفكير البعض في إسناد المهمة لبيب، لينقل الخبر السار إلى المدرب الشاب، الذي تفاجأ من كلمات مدربه الأسبق.
شهور مرت ونتائج البارسا تزداد سوءًا، ليتأكد رحيل ريكارد مع نهاية موسم 2007-2008، لكن تبقى معضلة المدرب القادم لم تُحل بعد.. ولابورتا مُصر على جلب مورينيو، لذا حان دور كرويف لإعلاء رأي تيكسيكي.
كرويف اصطحب تيكسيكي إلى مكتب لابورتا، وبدأ الثنائي في إقناعه بالمغامرة، فما يقدمه الفريق الرديف تحت قيادة جوارديولا محل إعجاب الأسطورة الهولندي والسكرتير التقني للنادي، لكن الرئيس يرى أن الوقت لا يزال مبكرًا لمنحه هذه المهمة الصعبة.
في النهاية اقتنع لابورتا بالمغامرة المحفوفة بالمخاطر، فكلمات كرويف كانت كالسحر في أذنيه، ليُصرف النظر عن فكرة إعادة مورينيو إلى الكامب نو، بعد عمله سابقًا كمترجم ومدرب مساعد في النادي.
كواليس الاتفاق نمت إلى علم مورينيو، الذي تبخر حلمه في لمح البصر وباتت فكرة عودته إلى برشلونة غير واردة في ذلك الوقت، ليستجيب على الفور لاتصالات ماسيمو موراتي رئيس إنتر ميلان، بعدما تأكد من قرب تعيين جوارديولا خلفًا لريكارد.
وفي الثاني من يونيو/حزيران 2008، أعلن إنتر تعاقده مع مورينيو، بينما كان برشلونة في تلك الفترة يستعد لبدء مغامرته الجديدة مع المدرب الشاب “جوارديولا”، لكن هذا التحول لم يمر على البرتغالي مرور الكرام.
صدمة مورينيو من تفضيل إدارة البارسا لمدرب لا يحمل أي تاريخ يُذكر عليه، كانت بمثابة الطعنة التي وُجهت إلى قلبه، ليتحول القلب الذي كان ينبض بحب برشلونة إلى كاره أبدي، ليصبح البرتغالي منذ ذلك الحين ضمن الصفوف الأولى لأعداء برشلونة وجماهيره.
نقلا عن: موقع كووورة