قالت صحيفة «جارديان» البريطانية: إن الثوار السوريين يستعدون للدفاع عن مدينة حلب المدمرة في الوقت الذي تقترب منها القوات الحكومية والميليشيات الإسلامية.
وأضافت أنه بغض النظر عمن سيفوز في المعركة القادمة بشمال سوريا فإن المنتصر فيها سوف يكون قد قطع شوطا طويلا نحو النصر في حرب تحركها الآن أجندات إقليمية.
وأشار مراسل الصحيفة إلى أن الطريق الأخير الذي يقود للمناطق التي يسيطر عليها الثوار شرق حلب يمر عبر ميل من المناطق المهجورة والمدمرة التي تتقدم خلفها ببطء القوات السورية مختفية عن الأنظار، بعد عامين ونصف العام من الحرب لم يعد في مدينة حلب التي تقع في نهاية هذا الطريق سوى المسلحين والجنود والقليل من المدنيين اليائسين، مؤكداً أنه بات معروفا أن المعركة الحاسمة في المدينة هي أحد مهود الحضارة أصبحت وشيكة.
وقال المراسل: إنه أيا ما كان المنتصر في المعركة القادمة بشمال سوريا فسوف يكون قد قطع شوطا طويلا نحو النصر في الحرب التي دمرت معظم البلد وأشعلت النيران في الأحياء وهددت الحدود المرسومة قبل قرن من الزمان وعدة آلاف من السنين من التعايش المشترك في المنطقة الممتدة من ساحل البحر المتوسط إلى سهول نينوى في العراق.
وقال أحد زعماء الثوار من الجبهة الإسلامية – وهي الجماعة الأكبر الباقية في شمال سوريا: «يعتقد النظام أنه سينتصر بسهولة، لكن الجيش لم ينجح في هذا حتى الآن ونحن لن نسمح لهم». وبحسب مراسل «جارديان» فإن تعزيزات الثوار تشق طريقها عبر نفس المنطقة المهجورة من أجل تأمين الطريق الوحيد الباقي للدخول والخروج من حلب. ومنذ شهر فبراير الماضي ازدادت قوة النظام في المناطق الشمالية الشرقية والشمالية الغربية من المدنية ولكن قواته لم تتمكن من إغلاق تلك الدائرة الخطوة التي سوف تحاصر حلب وتقودها إلى نفس مصير حمص التي استولى عليها جنود النظام هذا العام.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إلى الشمال مباشرة فتح الثوار معركة في بلدة الزهراء الشيعية، التي ظلت بعيدة عن الأذى خلال الحرب بسبب حماية الميليشيات الشيعية بقيادة قوات حزب الله اللبناني.
وقالت: إنه على كلا الجانبين، المعارضة والحكومة السورية، تحولت المعركة التي بدأت من أجل السيطرة على دولة ذات سيادة إلى معركة تحركها الأهداف الإقليمية، المعارضة التي تتشكل في الغالب من السنة ترى أنها تخوض معركة ضد الهيمنة الشيعية بقيادة إيران وتحريض من الأنظمة في دمشق وبغداد. في المقابل تصر كل من سوريا والعراق على أن الجبهة الإسلامية وجماعات متمردة أخرى لا تختلف عن الدولة الإسلامية التي لا ترحم والتي تحاول إقامة الخلافة على أنقاض كل من الدولتين.