قامت الثورة السورية منذ ٢١٣٦ يوم بالتحديد…قامت ضد نظام قمعي مجرم..يعمل على الإبادة الجماعية وسياسة التعتيم الإعلامي ليخفي جرائمه الشنيعة في أقبية ومعتقلات لا ترى نور الشمس.
سجن صيدنايا: هو أحد أعنف وأفظع المعتقلات التي عرفتها البشرية يوما، واستمد اسمه من قرية جبلية في شمال دمشق حيث يبعد عنها حوالي 30 كم، هو من أكبر وأحدث سجون النظام الذي انتهى في 1987 من بنائه، مكونا من 3 طوابق، في كل منها جناح يضم 20 زنزانة جماعية، أما الأرضي فيه 100 زنزانة انفرادي، يقال أنه يتسع ل 20 ألف سجين، وطبعا وفق ما أدلى به الناجين من هذا المعتقل أنه يعتمد فيه السجين على سمعه أكثر من حاسة الرؤية في إدراك الاشياء من حوله..فالسجن مصمم خصيصا لمنع دخول النور اليه إلا من مناور صغيرة اضافة الى العيون المغطاه على الدوام، حيث ذكر أحدهم أنه لم يكن علينا أبدا ان نرى السجان، ومن كان يحاول أن يراه حكم عليه بالإعدام فورا.
قال أحد السجناء الناجين واسمه ” احمد ” أنك عند وضع اذنك على الارض تستطيع ان تسمع شهقات الموت لبعضهم وغرغرة الموت فقد كانوا يعدمونهم ويتركونهم ينازعون حتى الموت، كنا نسمع ايضا صراخ مؤلم للبعض الاخر في الغرف والاقبية جراء التعذيب الضي كانوا يلقونه.
شهد هذا المعتقل مجزرة دموية عام 2008 ارتكبتها الشرطة العسكرية إثر احتجاج قام به سجناء بعد أن قامت الشرطة بإهانة القرآن الكريم، وراح في يوم واحد عشرات منهم قتلى وجرحى، وصرحت دمشق حينها إن “مساجين محكومين بجرائم التطرف والإرهاب أقدموا على إثارة الفوضى والإخلال بالنظام العام في السجن واعتدوا على زملائهم”.
وحسب آخر الاحصائيات فإنه بين عامي 2011 و2015 تم إعدام 13000 ناشط ومعارض ، حيث كان المعتقل قبل الثورة للمعتقلين السياسين من ضباط وسياسين الذين يتم احتجازهم في المبنى الأبيض، فيما يتم احتجاز المدنيين في المبنى الأحمر، وحسب ما شهد به أحد الضباط الذين تم الاعفاء عنهم كان السجان يضع مواد للتنظيف مع البرغل وكنا نأكله..لا أدري لما كنا نتمسك بالحياة، نصارع من أجل البقاء وهم يتفنون بتعذيبنا.
في إحدى المرات أمروا 6 منا أن يتصارعوا ليقتل بعضهم بعضا ومن لم ينفذ ما طلب منه وقتل رفيقه، يعاقب بأبشع الطرق، منهم من قام بشرب مياه صرف صحي ومنهم من تحمم بها، لم تكن عقوبات لبشر أبدا.
أما عمليات الإعدام فقد كانت تتم لكل 30 شخص وأحيانا اكثر مرتين اسبوعيا، وأوردت منظمة العفو الدولية في ذلك أن السجن “هو المكان الذي تقوم الدولة السورية فيه بذبح شعبها بهدوء”
فهل من منظمة أو دولة في العالم تدين ما يفعله النظام بشعب كل ما اخطأ به…أنه خرج مناديا بالحرية.. مطالبا بحقه في الحياة كإنسان.
بقلم: مدين البكري – ولاء عساف
التجمع الزطني لقدامى الثورة