تكاد معاناة السوريين لا تعرف أن تنتهي، ما إن تأقلم المواطن السوري الفارّ من الخراب والدمار مع المعاناة التي يصادفها في البلد الذي لجأ إليه، وحاول الاعتياد عليها، حتى تعترضه معاناة جديدة، تنغّص عليه حياته، وتلهيه عن لقمة عيشه.
وآخر المعاناة التي واجهها السوريون المغتربون في تركيا، هي إجراءات استصدار جواز سفر جديد، أو منح واحد جديد بدلا من المنتهية صلاحيته من القنصلية السورية الكائنة فيو لاية إسطنبول، وخصوصا بعد القرارت الجديدة التي أصدرها النظام في دمشق، والتي رفع بموجبها رسوم استخراج جواز سفر بقيمة تتراوح بين 300 و800 دولار أمريكي.
وفيما يلي أبرز المعاناة التي يواجهها المواطن السوري في سبيل الحصول على جواز سفر جديد، أو الحصول على واحد جديد بدلا من المنتهية صلاحيته:
1- يتوجّب على المواطن السوري الراغب باستخراج جواز سفر جديد، أو تجديد جوازه، أو تمديد مدة صلاحيته، حجز موعد لدى قنصلية النظام في إسطنبول، عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بالقنصلية، إلا أنّ الأمر بات أشبه بالمستحيل، ولا سيّما أنّ الموقع الإلكتروني لا يفتح سوى لساعة أو ساعتين في اليوم، الأمر الذي يجعل الحجز ضربا من الحلم.
2-اضطرار المواطن إلى الاستعانة بعدد من السماسرة في إسطنبول، والذين يتمّ إعلامهم -هم فقط- من قبل موظفي القنصلية بساعات فتح الموقع الإلكتروني، وذلك بهدف إجبار المواطن على الاستعانة بهم حصرا لحجز الموعد، وذلك مقابل أجر مادي.
3- تكلفة حجز الموعد الباهظة، إذ تتراوح تكلفة حجز الموعد لدى القنصلية عبر السماسرة ما بين 200 و250 دولار أمريكي، يتقاسمه السمسار مع موظفي القنصلية الذين يُعلمونهم بموعد فتح الموقع الإلكتروني خلال اليوم.
4- تعامل موظفي القنصلية، والذي أقل ما يمكن وصفه بالمزاجية، وعدم الاكتراث مع المراجعين ومواطني بلادهم.
5- إجبار المواطن في بعض الأحيان من قبل القنصلية على أخذ أكثر من موعد، وتحميله عناء دفع التكاليف مرة جديدة للحصول على موعد جديد، وذلك بتقديم حجج واهية له، والغاية من خلالها استغلال حاجة المواطن السوري لهذه الوثائق، وبالتالي إجباره على إعادة الحجز ودفع مبالغ إضافية.
6- الانتظار لساعات في طوابير طويلة أمام القنصلية، بين مئات من ذويه المنتظرين، وذلك لكون إنهاء المعاملات غالبا ما يستغرق وقتا طويلا، مما يدفع بالمواطن إلى الانتظار لساعات، وتفريغ يوم كامل فقط لهذا الأمر الذي قد ينتهي بلا جدوى.
7- الاصطدام بقرار الرفض، بحجة عدم مجيء الموافقة الأمنية من دمشق، وذلك بعد أن يكون المواطن قد تكبّد عناء الحجز، وعناء السفر إلى إسطنبول بالنسبة إلى المواطنين الذين يقدمون من ولايات أخرى بشكل خاص في سبيل إجراء هذه المعاملة.
وفي حال كان المواطن السوري محظوظا، وتمكن من الحصول على جواز سفر جديد، أو مُنح جواز سفر آخر بدلا من المنتهية صلاحيته، يكون المواطن قد تكبّد مبالغ ضخمة ليس بإمكانية أي مواطن تحمّلها، أو دفعها.
وتتلخص التكاليف التي يتحمّلها المواطن المستخرج للجواز فيما يلي:
1- تكلفة السمسار لحجز موعد عن طريق الموقع الإلكتروني ما بين 200 و250 دولار
2- 150 دولار أجور السفر إلى إسطنبول ذهابا وإيابا، لمن هم من خارج الولاية، وذلك كخطوة أولية بهدف تقديم الأوراق الثبوتية.
3-350 دولار، أجور السفر والإقامة، وحجز موعد آخر، لدى مراجعة القنصلية للمرة الثانية، بعد مضي شهرين من تقديم الأوراق، وذلك لمعرفة قرار النظام حول الموافقة على استصدار الجواز.
4- في حال الحصول على الموافقة يتم تخيير المواطن بين الجواز “العاجل” أو “الدور”، وتكلفة الجواز العاجل 800 دولار، بينما الآخر 300 دولار، وفي كلتا الحالتين يكلّف الأمر المواطن عناء السفر إلى إسطنبول، وبالتالي تحمّل عناء الأجور، من أجور النقل والإقامة وغيرهما.
وبذلك يكون إجمالي تكلفة جواز سفر جديد بالنسبة إلى المواطن السوري قرابة 1500 دولار، والذي يعدّ مبلغا باهظا لكثير من السوريين المقيمين في تركيا.
ترك برس