أعلن جيش الفتح مساء اليوم عن تحرير قرية السكيك في ريف ادلب الجنوبي الشرقي بعد اشتباكات عنيفة داخل القرية أدّت في النهاية لتحريرها وبدء التقدم باتجاه تل السكيك الاستراتيجي جنوباً.
حيث جرت اشتباكات ظهر اليوم بين كتائب الثوار من جيش الفتح والجيش الحر مع قوات النظام المدعومة جوياً بطيران القوات الروسية أدّت إلى تدمير عربتين عسكريتين لقوات النظام.
ومن ثم بدء عملية الاقتحام واشتباكات داخل القرية أدت في النهاية لتحريرها، ولكن لا تزال الاشتباكات جارية حتى اللحظة في محيط تل السكيك الاستراتيجي والذي يّعد نقطة الرصد لقرى ريف حماة الشمالي مثل عطشان ومورك.
ففي بداية شهر أكتوبر الجاري أعلنت قوات النظام عن حملة عسكرية كبيرة تهدف إلى السيطرة على مدن وقرى ريف حماة الشمالي، والتوجه بعد ذلك إلى سهل الغاب، تمهيداً لتأمين كامل محافظة حماة، حيث وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن “الطيران الروسي سيساند قوات النظام في هجومها البري “.
وحاولت قوات النظام بادئ الأمر تجنّب الدخول في معركة ضد فصائل المعارضة، في ظلّ الهزائم المتتالية التي لحقت بها، تحديداً في الشمال، لذا أوعزت إلى أهالي بلدة كفرنبودة،في شمال غربي حماة، بالسماح لها بالدخول إلى بلدة الهبيط والمرور إلى مدينة خان شيخون، في ريف إدلب الجنوبي بعد ذلك، في مخطط كان يهدف إلى حصار ريف حماة الشمالي، وجرّه إلى الاستسلام، أو فتح معركة ستكون أسهل، في حال تم لقوات النظام ذلك.
ومع فشل المخطط المزعوم، بدأت قوات النظام هجومها تحت غطاء جوي مكثف من الطيران الروسي الذي شن في بداية الهجوم عشرات الغارات الجوية التي استهدفت مدن كفرزيتا واللطامنة وبلدة كفرنبودة، بالإضافة إلى استهداف معظم خطوط التماس مع الثوار بالغارات الجوية والقصف الصاروخي العنيف.
لكن مع بداية المعركة التي دارت مع الثوار الذين حشدوا عدداً كبيراً من المقاتلين والآليات العسكرية، الذي كان أبرز فصائله المشاركة هي جيش الفتح وجيش النصر وألوية الجيش الحر، تكبدت قوات النظام خسائر فادحةً في الأرواح والعتاد حققت مفاجأةً كبيرةً للقوات المقتحمة وحليفها الروسي الجديد الذي كانت أولى المعارك التي يشارك فيها.
عشرات القتلى لقوات النظام الذين وثقتهم عدسات الناشطين، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 20 دبابة وآلية عسكرية، لكن بالمقابل تمكنت قوات النظام من السيطرة على نقطة المدجنة (بمحيط قرية عطشان) وقرية التويبة قرب كفرنبودة في أول أيام الإشتباك، قبل أن يتمكن الثوار من استعادتها في المعارك التي دارت في المنطقة.
وبعد فشلها الذريع في المعركة المخطط لها، لجأت قوات النظام إلى سحب قسم كبير من قواتها إلى ريف حماة الشرقي، وتمكنت من السيطرة على قرى عطشان والسكيك التي تشهد معارك عنيفة منذ فترة، تخللها تدمير عدد من الدبابات والآليات والجرافات لقوات النظام التي حاولت أكثر من مرة التقدم باتجاه بلدة التمانعة لاستكمال مخططها، إلا أن معارك اليوم أسفرت عن سيطرة الثوار على قرية السكيك، فيما لاتزال المعارك مستمرة بين الطرفين في محاولة من الثوار لصد الهجوم واستعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات الأسد مؤخراً.
المركز الصحفي السوري – ماهر حاج أحمد