معارك كر وفر تدور بشكل يومي على جبهات جبال الأكراد والتركمان بريف اللاذقية، يتقدم فيها الثوار تارة وينسحبون تارة أخرى، ويكبدون عناصر النظام والميليشيات المساندة له خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
بدأت معارك ريف اللاذقية منذ حوالي شهرين وسط قصف مدفعي وجوي عنيف يقوم به النظام كغطاء لتقدم قواته نحو المناطق التي يحاول استعادة السيطرة عليها، حيث تم رصد سقوط حوالي 400 قذيفة صاروخية على مناطق الاشتباكات بالإضافة للعديد من الغارات الجوية مما تسبب في موجة نزوح كبيرة في صفوف الأهالي نحو الحدود التركية بحثاً عن ملاذ آمن بعيداً عن القصف.
تتركز الاشتباكات في مناطق جب الأحمر والدغمشلية وبرج زاهرية وبرج القصب تمكن الثوار خلالها من تكبيد النظام خسائر فادحة في الأرواح، فقد ذكر ناشطون أن عدد القتلى من عناصر النظام والميليشيات المساندة له قد تجاوز 500 عنصر بينهم العديد من الضباط بمختلف الرتب بالإضافة لتدمير أكثر من 4 دبابات وعدد من المدرعات والآليات العسكرية.
تكبدت روسيا في الأيام القليلة الماضية خسائر فادحة كان أولها عندما قامت تركيا بإسقاط طائرة حربية نوع سوخوي-24 كانت قد اخترقت مجالها الجوي، وبعد قيام وزارة الدفاع التركية بتحذير الطائرة عدة مرات دون أن يأبه الطيار للتحذيرات قامت بإرسال طائرتين إف-16 اسقطوا الطائرة، ومما زاد وضع روسيا سوءاً هو وقوع الطيارين في أسر الثوار.
تلا اسقاط تركيا للطائرة الحربية قيام الثوار بإسقاط طائرة مروحية بواسطة صاروخ تاو وقتل عدد من طاقمها أثناء تحليقها على علو منخفض من الأرض خلال عملية بحث عن الطيارين الذين اسقطت طائرتهما.
لم تقتصر خسائر روسيا على الطائرات فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 23 تشرين الثاني/نوفمبر أن 3 من الصحفيين اصيبوا بجروح نتيجة استهداف عرباتهم بصواريخ مضادة للدروع اثناء قيامهم بتغطية سير المعارك في منطقة الدغمشلية، أحدهم يعمل لدى قناة “روسيا اليوم”.
لم يزد التدخل الروسي المساند للنظام من تقدم قواته على الأرض، فقد نشر المعهد البريطاني للدفاع “أي إتش اس جينز” تقريراً مفاده أن النظام السوري استطاع من استعادة السيطرة على 0.4% فقط من مساحة الأراضي الخارجة عن سيطرته بعد التدخل الروسي العسكري في الازمة.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري