ربما لن تؤدي إلى شيء عبارة أو تسمية “تخفيض التصعيد” بل كانت عبارة عن مبادرات هشّة كلياً مع غياب التقويض القانوني من هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن المفترض أن يلزم الجميع بأن يكون هناك قوات حماية فعلية على حدّ تقادير “الكنغرس” والتي قدرت 30 ألف جندي لشمال سوريا وأيضاَ 30 ألف جندي لجنوب الأردن
في اليوم الأول من سريان “اتفاق تخفيض التصعيد” عاد النظام لعادته قبل الاتفاق وبعده، بقصف الأرياف وبين المشهديين يفهم للسوريين مغزى تسوية الاتفاق المعلن عنه في آخر جلسات الأستانا يوم الخميس الماضي
سواء كانت التسمية بالتخفيض أو التخفيف فهي تفتح آفاقاً واسعة للتساؤلات حول شأن ما قد يوصف بأنه خرق للاتفاق بعد مضي ساعات قليلة من سريانه.
ذاك ما ألغى صراحة الاتفاق الذي ينص على وقف كافة الأعمال العدائية بين المعارضة المسلحة وقوات النظام حتى وإن كانت المناطق المشمولة بالاتفاق تعيش حالياً حالة من الحذر والهدوء النسبي تقريباً في تخفيض لافت للتصعيد، فعدم الثقة التي زرعها النظام على الدوام صفة لا تأبى الرحيل، وعلى ما يبدو انتشار النظام هو ما يناقض الإجراءات المتوجب اتباعها.
ففي “درعا” تكرار للتصعيد العسكري بعد قصف بلدة “علما” في الدقائق الأولى من سريان الاتفاق كما شهدت بلدة القرية أيضاً قصفاً بالمدفعية من قبل قوات النظام محدثاً العديد من الإصابات في صفوف المدنيين العزل من أطفال ونساء الحلقة الأكثر ضعفاً، عداك عن مقتل ثلاثة من مقاتلي المعارضة بعد هجوم شن على قوات المعارضة في مدينة “خربة غزالة”
ناهيك عن قصف ريف حمص الشمالي المحاصر حيث شهدت “تلبيسة” قصفاً في اليوم الأول من بدأ تطبيق الاتفاق، وكذا الغوطة الشرقية.
ورغم تجدد الأعمال العدائية والقصف الذي شمل أحياءً آهلة بالسكان فإن غياباً بشكل لافت لتحليق الطائرات الحربية الروسية والسورية على حدٍ سواء.
ظهر ذاك الاتفاق الأخير في صيغة جديدة من شأنها تجميد الأعمال القتالية للمعارضة المسلحة مع قوات النظام غير أن الأخيرة كانت المستفيد الأكبر كون الهجوم يستمر بحجة مزعومة وهي محاربة “جبهة تحرير الشام” المستثناة من الاتفاق أصلاً.
لعل ذاك ما يجدد السؤال المحير المطروح بحد ذاته، أي تخفيض وأي متاهة من ضامنين غير مؤهلين لتأمين مناطق آمنة التي يتكلمون عنها؟!
تداعيات كثيرة تشير إلى أن مسألة الضامن تحتاج لضمان يلزم النظام السوري وأطراف الصراع في سوريا بشكل عام بهذا الاتفاق المسمى “تخفيض التصعيد”..!
أم أنها شخطة قلم على الخريطة السورية لا أكثر؟.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد