رغم أنها عصب الحياة والشريان الرئيسي لكثير من المهن، مازالت الكهرباء تشكل معضلة حقيقية في مختلف بقاع الأرض في سوريا وبالأخص في المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة النظام، كونها حرمت من الخطوط الرئيسة للكهرباء من محطات التوليد، فيعتمد سكانها على مولدات الأمبيرات التي تعمل على الديزل المكرر بطرق بدائية وبغض النظر عن مساوئها إلا أنها الطريقة الوحيدة المتاحة أمامهم.
وكانت مولدات الأمبيرات في بادئ الأمر تؤمن ساعات تشغيل لا تقل عن 10 في اليوم لاعتمادها على المازوت المفلتر وهو أرخص ثمنا مقارنة مع النظامي، ويصل لمناطق الشمال المحرر من مناطق سيطرة تنظيم الدولة في الرقة شرقي سوريا إلى ريف حلب، لكن مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات والمعارك التي خاضتها قوات درع الفرات في ريف حلب، والمعارك الحالية التي تشهدها المنطقة الشرقية بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة أثرت سلبا على الطريق الذي تستخدمه ناقلات الوقود للوصول للمنطقة عدا عن الانقطاع المستمر من قبل التنظيم، كل ذلك ساهم في ارتفاع سعره أضعافا عن السابق.
يقول “أبو عبدالله” هو أحد تجار الأمبيرات في مدينة ادلب:” تحدد لنا شركة الكهرباء في المدينة أول كل شهر سعر الأمبير وعدد ساعات التشغيل بناء على سعر المازوت الجديد، فحددت هذا الشهر 2100 لية للأمبير في الشهر مقابل 4 ساعات يومية، وهنا وجد تجار الأمبيرات أن القرار مجحف بحقنا، فوقعنا على طلب لرفضه وحددنا 2600 ليرة للساعات ذاتها”.
لم يلق هذا القرار استحسانا من الأهالي نظرا لسوء الوضع المعيشي لكثير منهم، ومع اقتراب فصل الصيف أربع ساعات يومية لاتؤمن لهم احتياجاتهم، ناهيك عن الأحياء الشعبية التي ارتقى تجار المولدات فيها للإبقاء على السعر القديم 2100 ليرة لقاء 3 ساعات تشغيل، لكن استنكارهم لم يلق أي آذان صاغية.
يحدثنا أبو أحمد عن معاناته في هذا الخصوص:” أعمل خياطا في المدينة وتراجع عملي كثيرا بسبب انخفاض ساعات التشغيل، فاضطر لتجميع العمل في موعد التشغيل كي لا أجبر على تشغيل مولدتي الخاصة لأختصر بعضا من النفقات”.
معاناة رئيسية ومشتركة يواجهها سكان المناطق المحررة في تأمين الكهرباء للمنازل، ورغم الوعود بجلب خط تركي يغطي على الأقل الخطوط الإنسانية من ضخ للمياه أو للمشافي والأفران إلا أنه لم يرتقي لمرحلة التنفيذ، فهل سيبقى واقع الكهرباء المزري على حاله أم أن خططا بديلة بعد أن اكتظ الشمال السوري بالمهجرين والنازحين ستعوض عن تلك المعاناة؟.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد