اقترب رمضان شهر الخير، ولايزال أهالي مدينة دير الزور في الأحياء المحاصرة من قبل تنظيم “داعش” يبحثون عن كسيرات الخبز لإطعام أطفالهم، ففي ظل الحصار غابت مآدب ووجبات الإفطار التي كانت تشتهر بها المدينة، فهم كما عُرف عنهم “أهل الكرم والجود والضيافة”.
“أم عطاء” أم لأربعة أطفال، وإحدى ساكنات حي الجورة المحاصر بدير الزور، تشتكي سوء الأحوال وافتقار الأسواق لأدنى متطلبات العيش، وتقول “شهدنا رمضانيين ولايزال الحصار مستمرا، فمن رمضان إلى رمضان لانزال صياما، فجميع الأيام والأشهر منذ العام 2015 وحتى الآن هي بالنسبة لنا رمضان، فلا طعام في منازلنا، لا بل في أسواقنا، وإن وُجد القليل منه فيباع بأسعار تتجاوز حد الخيال، فرمضان الفائت كنا نتسحّر كما نفطر، وجبة يومية لا تحتمل التبديل، فوالله ما كان طعامنا سوى الخبز وعصير البودرة”.
وتضيف “أم عطاء” في حديث لـ (كلنا شركاء): “نصوم رغم ارتفاع درجة الحرارة لنفطر على كأس ماء أشد حراً من درجات الحرارة”.
ويتحدث “أحمد أبو عدنان” لـ (كلنا شركاء) عن رمضان في الأحياء الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، ويشير إلى أن “توفر الغذاء وتنوعه في أسواق تلك الأحياء، يقابله جيوب فارغة تنظر إلى ما حولها نظرة المشتاق، وحسرة تثقل الصدور بسبب الهجرة والتهجير والموت المجاني، فمن كانوا صياماً معنا في رمضان السابق، هم اليوم إما تحت التراب أو في منفى الاغتراب”.
يصوم الجميع في دير الزور باختلاف أحيائهم ومناطق السيطرة، ويترقبون بحذر صوت المدافع العمياء، ليست مدافع الإفطار وإنما مدافع الموت، فلا يزال نزيف الدم في دير الزور يجري كنهر الفرات، لا حدود لامتداده.
كلنا شركاء