المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 26/2/2015
مع دخول الشتاء يحتار المواطن السوري في الطريقة التي سيحمي بها أطفاله من برد الشتاء والأمراض التي يحملها معه، ويعجز المواطن عن تأمين مواد التدفئة، وارتفاع كبير في أسعار هذه المواد هذا في حال توفرها، فكان الحل البديل للوقاية من برد الشتاء هو الأغطية والملابس الشتوية، التي بدورها أيضاً شهدت ارتفاعاً غير مسبوق بالأسعار.
حيث شهدت أسعار الملابس الشتوية ارتفاعاً كبيراً بعد دخول فصل الشتاء، وبعد اتجاه عدد كبير من المواطنين السوريين لشراء ملابس تقيهم من موجة البرد القارسة التي تشهدها مناطق سورية. مع دخول فصل الشتاء فإن معظم المواد في سورية شهدت ارتفاعاً كبيراً بالأسعار، وخاصة مواد التدفئة كالحطب و مادة المازوت التي أصبح الحصول عليها مهمة شاقة خاصة وقد أثر ارتفاع أسعار المازوت، على أسعار المواد الغذائية ومادة الخبز، التي تعد القوت اليومي للمواطن السوري، لكن يبقى تركيز المواطن السوري على مواد التدفئة، حيث يعاني سكان سوريا من شتاء هذا العام الغير مسبوق، كما وصفه ” أبو أنس” أحد مواطني الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، حيث قال:”إن شتاء هذا العام قد بدأ مبكراً وعلى ما يبدو أنه سيتأخر في الرحيل عنا، وخصوصاً أنه يحمل في طياته الكثير من العواصف الثلجية والأمطار و الإنخفاض الشديد في درجات الحرارة، و إرتفاع أسعار الوقود وأسعار الدولار الذي بدوره أثر على أسعار المواد الغذائية والسلع الأخرى، كل هذا قد أنهك المواطن السوري، هذا غير القصف والنزوح والتشرد فهذا موضوع أصبح معروفاً لدى الجميع ولاداعي للتحدث عنه اليوم”. وعند سؤالي “أبو أنس” عن الطريقة التي يعتمد عليها بالتدفئة، أجاب “لقد إشتريت طن من الحطب بـ 17 ألف ليرة سورية ولم يبقى منه سوى أقل من 100 كيلو غرام، فنحن نستهلك من هذا الطن منذ بداية شهر كانون الأول، علماً أننا لانشعل المدفئة إلا في المساء، وفي النهار نلبس الملابس الشتوية ونتغطى بالبطانيات والحرامات، علماً أن الملابس الشتوية أيضاً قد إلتهبت أسعارها بشكل لايطاق، فقبل اسبوعين ذهبت إلى أحد محلات الألبسة الشتوية في مدينة كفرنبل، لأشتري كنزة شتوية لولدي خالد ابن 9 سنوات، فصدمت عندما قال لي البائع أن سعر هذه الكنزة 2850 ليرة سورية بعد التخفيضات، أي ما يعادل ثمن 150 كيلو غرام حطب تقريباً، إن جشع التجار وتكلفة التنفيذ وعدم وجود رقابة في ضبط الأسعار هي سبب ارتفاع أسعار الملابس وغيرها من السلع، لم يكن أما مي خيار سوى أن أشتريها، فنحن لا نستطيع أن نستغني عن الملابس الشتوية، نلبسها ولا نشلحها إلى وقت الغسيل فنلبس البديل وننام بها أيضاً”.
هكذا يمضي “أبو أنس” وعائلته فصل الشتاء، لايشعلون المدفئة إلا في المساء عندما يشتد البرد، وحال معظم السوريين ليس كأفضل حال من “أبو أنس”.
يقول المواطن “أيهم” لانستطيع التخلي عن الملابس الشتوية مع قلة وارتفاع أسعار مواد التدفئة، وإن ما يحدث في محلات بيع الملابس الشتوية وخاصة الأقمشة أمر يدعو للاستغراب مشيرا بأن الأسعار قفزت بشكل جنوني كاشفاً بأن سعر القماش “الصوف” للثوب الواحد تضاعف سعره بعكس ما كان في العام الماضي مؤكدا بأن الأسعار قفزت لأكثر من 70%، فنحن لا نريد مالاً للمساعدة ولا وقوداً ولا أي شيء بل نريد ملابس شتوية فقط، وأضاف “إننا نفرح عندما نستيقظ في الصباح ويكون الجو صحواً ومشمساً، لكن سرعان ما يخرج طيران النظام ويبدأ بالقصف بالبراميل المتفجرة، على المدنيين فيعكر علينا فرحتنا بهذا الجو المشمس.
هذا هو حال السوريين برد شديد وفقر ونقص في المواد الرئيسية و قصف وتشريد.