يتمّ الحصار على مضايا شهره الثامن عشر وتتعاقب الفصول الواحد تلو الآخر حاملاً معه معاناة جديدة.
يطلّ فصل الشتاء وبدأ البرد يدب على البلدة في ظل تخوف المحاصرين بعودة معاناة الشتاء، الذي أمضوه بالبرد والمرض والموت حيث قضى 9 أشخاص بانفجار الألغام و7 آخرون بعمليات القنص، أثناء محاولة البحث عن بعض الحطب في جرود مضايا وبقين للدفء وطهي الطعام، حسب احصائيات مكتب الاحصاء والتوثيق في مضايا والزبداني، ناهيك عن عدة حالات بتر أطراف أيضاً، لتكون حياتهم ثمناً أو بأفضل الأحوال الإعاقة الدائمة.
حيث زرع حزب الله أكثر من 8000 لغم حول البلدة المحاصرة وفي الجرود، ليحصر المدنيين ضمن الأحياء السكنية لمنعهم من التحرك وجلب الحطب ليموتوا مرضاً أو برداً.
بالإضافة لسياج حديدي الذي يلف بلدة مضايا كاملا والذي طوله 3 كم.
يتخوف القاطنون من هذا الشتاء بسبب ندرة الحطب بعد قطعهم لغالبية الاشجار القريبة ولم يبق سوى البعيدة عنهم والواقعة بين الألغام أو القريبة من الحواجز.
في حين أطلق المجلس المحلي في مضايا نداء استغاثة لتأمين مواد التدفئة للمحاصرين، حيث ذكر محمد عيسى رئيس المجلس المحلي في مضايا: “انقضى الشتاء الماضي ولم يتبق لدينا أي شيء لنستخدمه بالتدفئة، حتى قطعنا الأشجار المثمرة والحراجية واثاث المنزل كوقود، وحتى أننا حرقنا الألبسة البالية والبطانيات المهترئة للتدفئة”.
وأردف في كلمته المسجلة: “نناشد كل المنظمات الإنسانية والجمعيات الإغاثية للعمل على مد يد العون لأننا أمام كارثة انسانية ل40 ألف محاصر”.
الحاجة أم عمر تتخوف من حلول الشتاء تقول: “لم يبقَ في مضايا ما يمكن حرقه للتدفئة أو طهو الطعام .. حتى أننا حرقنا ألبستنا وبعض الأدوات البلاستيكية للتدفئة والطهو، فماذا عسانا ان نفعل سوى مواجهة مصيرنا؟”
ولا يمكن تجاهل الأمراض التي تسبب بها حرق البلاستيك والنايلون، وخاصة لمرضى الربو.
في حين قامت سيدات من مضايا في الشتاء الماضي بخياطة البطانيات، التي أدخلتها الأمم كثيابٍ شتوية بيجامات للأطفال وجواكيت لتقييهم البرد القارس، الذي تشهده مضايا التي ترتفع 1350 متراً عن سطح البحر.
وما يصحبه هذا البرد من أمراض الشتاء، في ظل عجز المركز الطبي عن علاج المرضى وتقديم الدواء والعلاج .
معاناة أخرى!
وبسبب سوء التغذية وجدت الأمراض مرتعاً لها فبعد السحايا واعلان مضايا موبوءة، اكتشفت 7 حالات فشل كلوي وكسل كلى بحاجة للإجلاء السريع، ليتم غسل الكلى بينما توجد حالات أخرى قيد الدراسة لم يتم التأكد من اصابتها الا ان لها نفس الأعراض.
وطالب الدكتور محمد يوسف مدير المركز الطبي في مضايا اجلاء الحالات فوراً لخطورة حالتهم وعزا سبب الفشل الكلوي لعدم تناول البروتين الحيواني، والاعتماد على صنف من البقول الذي سبب بالتالي سوء التغذية وامراضه.
وتعد بلدة مضايا من المدن الأربعة التي تدخل ضمن اتفاقية الزبداني مضايا – كفريا الفوعة ،ودخلت مضايا بالحصار منذ ما يقارب الـ 18 شهرا ويبلغ تعداد سكانها 38000 نسمة محاصرين في أصعب الظروف الحياتية، تحاصرهم الاوبئة والامراض والحواجز والالغام ضمن منطقة كبيرة، محكمة الاغلاق تكاد تكون اكبر سجن يحوي عدد من السكان بالعالم، خاصة مع السياج الحديد الذي يطوّق البلدة.
المركز الصحفي السوري – نور أحمد