محمد أبو تريكة… حكاية رجل عرفته الملاعب العالمية والعربية، لم يكن مجرد لاعب كرة قدم يداعب الكرة بين الفينة والأخرى، بل تعدى إبداعه حدود المستطيل الأخضر، تاريخه حافل بالإنجازات الشخصية، من أحياء مصر خرج “المعشوق” لصناعة المجد لوطنه وناديه الأهلي وللكرة العربية أيضاً.
من شوارع مدينة الجيزة في مصر، يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1978 ولد أبو تريكة، تربى على عشق كرة القدم، وكبر محمد، شق طريقه نحو النجومية بعد المثابرة والتدريب المتواصل، وعام 1990 في عمر الـ12 سنة انضم إلى صفوف نادي الترسانة، وهناك بدأت أولى خطوات الحلم الكبير.
بقي تريكة في الفئات العمرية داخل صفوف نادي الترسانة 7 سنوات حتى موسم 1997، وهناك صقل موهبته وتقدم أكثر، فتم استدعاؤه إلى الفريق الأول فسطع نجمه في عمر صغير وبقي حتى موسم 2003، خلال هذه الفترة لعب الرجل الخلوق 34 مباراة وسجل 27 هدفاً، فقرر النادي الأهلي المصري، صاحب الباع الكبير أن يتعاقد معه، وكانت تلك إحدى أهم صفقات النادي عبر التاريخ.
وصل محمد إلى الأهلي وباشر اللعب مع الفريق الأول في موسم 2004 واستمر فترة طويلة، حقق خلالها ألقاباً عديدة، لعب 11 موسماً متتالياً، وسجل في مسابقة الدوري المصري 78 هدفاً، فاز مع “الشياطين الحمر” بلقب دوري الأبطال الأفريقي، والسوبر الأفريقي، إضافة إلى كل الألقاب الممكنة على الصعيد المحلي، وحاز على الميدالية البرونزية صحبة الأهلي في كأس العالم للأندية موسم 2006. وانتقل بعدها تريكة إلى بانياس ثم عاد واختتم مسيرته في النادي الأهلي أمام جماهيره التي أحبته طوال سنين.
النجم المصري الكبير صنع أمجاداً للكرة المصرية صحبة جيل ذهبي مع الفراعنة، تحت قيادة المدرب حسن شحاته، حين حصد لقب بطولة أمم أفريقيا في مناسبتين متتاليتين عامي 2006 و2008، وقد استطاع تريكة أن يفوز في الكثير من الجوائز الفردية من أفضل لاعب في أفريقيا إلى هداف دوري الأبطال والقائمة تطول أمام إنجازاته العظيمة.
لم يكن محمد أبو تريكة مجرد لاعب كرة قدم، بل كان معشوقاً لدى الجماهير المصرية والعربية، فقد عرف بأخلاقه الحميدة، ودائماً ما كان يقف إلى جانب زملائه، ودافع بشكل كبير عن كل ما يتعلق بالأمور التي تمس الأمة العربية والإسلامية، حين كتب على قميصه عبارة “نحن فداك يا رسول الله”، وكذلك وقف إلى جانب القضية الفلسطينية بتضامنه مع مدينة غزة الفلسطينية جراء الاعتداءات الإسرائيلية السافرة عليها، لذلك أبو تريكة ليس لاعب كرة فقط، بل هو أسطورة لن تتكرر.
العربي الجديد