يواصل نظام الأسد عرض حلقات من مسلسله الدموي الشهير في مكافحة ما أسماهم “الجراثيم” حسب زعمه، باستهدافهم بالأسلحة “الكيماوية” المحرمة دولياً.
النظام السوري يقوم باستعراض جديد لأسلحته الكيماوية في ريف محافظة إدلب، مرتكباً أفظع المجازر بحق المدنيين، فقد تعرضت مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي لغارات جوية من الطيران الحربي محملة بغازات سامة من نوع “السارين” استهدفت وسط المدينة صباح اليوم ،الثلاثاء، راح ضحيتها (60) شهيد كحصيلة أولية نتيجة استنشاقهم للغازات السامة.
يعد استخدام النظام للأسلحة المحرمة دولياً انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، الذي ينص على عدم استخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالأسحلة الكيماوية ضد المدنيين، ومع ذلك فإن رأس النظام يعمد إلى استهداف المدنيين في محافظة إدلب وريفها بالغازات السامة كرد فعل همجي على تقدم الثوار في معركة ريف حماه الشمالي التي أعلن عنها في منتصف آذار الماضي.
يقف المجتمع الدولي صامتاً وبلا حراك فعلي ضد انتهاكات النظام المتكررة للاتفاقيات التي وقعها مرغماً لإيقاف اصدار القرار الأممي رقم 2118 بتاريخ 27-9- 2013 الذي قد قرر بموجبه هجمة عسكرية على مواقع النظام الكيماوية، فبعد موافقة رأس النظام على هذه الاتفاقيات تم تسجيل 148 خرقاً له ومازال العدد في ازدياد، إذ أن النظام السوري يعد استخدام الأسلحة الكيماوية هي الورقة الرابحة والضامنة لانتقامه بتحقيق مزيد من الانتصارات عن طريق ارتكاب المجازر في حال استشعاره بالعجز والهزيمة آخذاً بذلك الضوء الأخضر من الدول الأوربية ذاتها التي تحض مجلس الأمن على معاقبته لاستخدامه الأسلحة المحرمة ضد شعبه.
لا تعد هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها نظام الأسد الأسلحة المحرمة دولياً، فقد تزامنت الغارات الجوية على مدينة خان شيخون مع غارات مماثلة شنها الطيران الحربي بالمواد السامة (الكلور) على قرية الهبيط في ريف إدلب، هذه الحملة العنيفة سبقتها حملة مماثلة للنظام في ريف حماه وأكدت فيها منظمة “أطباء بلا حدود” استخدام النظام للأسلحة الكيماوية، إذ أعلنت عن وجود أدلة بحوزتها تفيد استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في هجماته على ريف حماه بعد تقدم الثوار في الفترات الأخيرة، إذ قام باستهداف مدينة اللطامنة، وقرى الزوار وأرزة والمصاصنة، بصواريخ تحوي غاز الكلور السام، ما أسفر عن (30) حالة اختناق.
وبتصريح خاص للمركز الصحفي السوري قال قائد فريق الكيماوي في الدفاع المدني في ريف حماة، أنه : “تم استهداف خمس مواقع بصواريخ محملة بغاز الكلور السام مما أدى إلى إصابة عشرات المدنيين بحالات اختناق ومن بين الإصابات عناصر طبية كانت متواجدة في المشافي الطبية”.
وأضاف قائلا ” نوه الفريق المختص المبعوث من قبل الدفاع المدني لأخذ العينات، يعتقد أنها محملة بغاز الكلور السام، حسب الرموز المنقوشة على البرميل (CL2)، وقد تم أخذ عينة إلى المخبر للتأكيد، ما هو نوع الغاز الذي تم قصفه.
وفي ظل هذه الحملات الشرسة بالكيماوي على ريف إدلب، سارع الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة إلى إدانة القصف واصفاً العمل ب”جريمة حرب”, وفي بيان طالب الائتلاف الوطني مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة على خلفية الجريمة وفتح تحقيق فوري متهماً قوات النظام بشن غارات على مدينة خان شيخون مستخدماً صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تتشابه أعراضها مع أعراض غاز السارين.
لا يعمد النظام السوري لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً إلا في حال عجزه عن القيام بأي تقدم عسكري على الأرض، فالنظام قد أحرز مزيداً من التقدم بعد استخدامه للكيماوي في معركة حماه، هذا التقدم الذي تغنت به الصفحات الموالية للنظام والتي تتفاخر باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين والثوار في المناطق المحررة متجردين من حس الانسانية تجاه إخوتهم السوريين، شاكرين الاحتلال الروسي الذي لم يتوانى عن قصف المدنيين في عموم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بشتى الوسائل والأسلحة بما فيها الغازات السامة العضوية.
ولابد لنا من الإشارة إلى المجزرة التي ارتكبها النظام بحق المدنيين باستخدامه الغازات السامة في الغوطة الشرقية في صيف آب عام 2013، التي راح ضحيتها أكثر من 1300 طفل وامرأة، إلى متى سيبقى المجتمع الدولي صامتاً عما يرتكبه النظام من جرائم حرب في حق شعبه؟!!
هذا الصمت الذي لم يستطع تفسيره أي محلل سياسي حتى الآن.
المركز الصحفي السوري- نور سالم