اعتاد مواطنو المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري على سماع دوي الإنفجارات بشكل شبه يومي، تطال نقاط جيشه وتقضّ مضاجع نومه العميق.
” دفاعاتنا الجوية تتصدى لعدوان إسرائيلي في محيط دمشق”، خبر بات شبه يومي عبر مواقع وكالاتِ الأنباء التابعة لتلك القوات، لكن الشارع بات يدرك كل شيء، ويعلمُ أن أصوات الصواريخ والانفجارات هي صواريخ تتساقط على مواقع الجيش وميليشياته وليس العكس.
لكنهم كما العادة، يتغنون “مكرهين” بنصرٍ زائف، ومسرحية مزعومة، وانجازاتٍ لم تحقق أصلاً.
أتصفح موقع فيسبوك، عقب غارات إسرائيلية ضربت فجر اليوم الأربعاء 30 كانون الأول/ ديسمبر، مواقع لحزب الله في منطقة مقام “النبي هابيل” بريف دمشق، فيستوقفني خبر عبر صفحة ” يوميات قذيفة هاون في دمشق” خبر لم يغب عنا وبات شبه يومي، “دفاعاتنا الجوية تتصدى لعدوان إسرائيلي في محيط دمشق”
لكن تلك الدفاعات بحسب مراقبين اكتفت بقطع الكهرباء عن منطقة جمرايا والهامة بريف دمشق، على مبدأ “طفي الضو وتحصن يابطل”، مع تشغيل أجهزة الإنذار، لكنهم نسوا ربما تشغيل المضادات s300 التي لاتصيب الهدف ولا تعمل أصلا..
تعليقات المنشور الخاص بالصفحة المذكورة نقلت الحال المعاش، و الاستهزاء بذلك الجيش وصموده كان واضحاً جداً عند المتابعين، فأحدهم يقول” جهزو للدبكة بكرا فرحا بالنصر العظيم الذي حققته دفاعاتنا الجوية العظيمة” فالدبكة باتت من أساسيات المقاومة بعد كل غارة اسرائيلية فرحاً بالنصر المزعوم.
وأضاف آخر ” ما في داعي للهدر سنحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين ورسالة الى الامم المتحده”
فالأمر بات روتينياً، وبشكل شبه يومي، وربما مؤسسات الدولة والمواطنون أيضاً قد حفظوا درسهم جيداً وماعليهم فعله.
وعلقت إحداهن بآمالها، حيث قالت “امنيتي شوف شبكة اخبار اسرائيل عم تقول دفاعاتنا الجوية تتصدى للعدوان السوري قبل ماموت”
وجميع التعليقات تصف روتينية الرد، وضعف الحكومة الأسدية بالرد على تلك الضربات التي تنتهك “سيادته” غير الموجودة أصلا.
وفي نفس السياق، ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “هيداي زيلبرمان” أن المضادات السورية لاتعيق أي أهداف، وأن عدد كبير من المضادات أطلقت اليوم، لكن إسرائيل تستهدف ماتريد في سوريا ولا ترى أي عائق يواجه صواريخها الذكية.
وأضاف أن إسرائيل أطلقت أكثر من 500 صاروخ نحو سوريا خلال هذا العام، لكنها لم تتلقَ أي رد أو هجوم يذكر من الطرف السوري، وأنها مستمرة في توجيه تلك الضربات..
على أية حال، يبقى المواطنون في مناطق سيطرة الأسد من شبيحته مستعدين للدبكة في ساحات دمشق.
لكنهم لم يتمكنوا اليوم من حضور الدبكة الوطنية، بسبب انشغالهم في الوقوف على أدوار الخبز والمازوت والغاز، وأما وزارة الكهرباء فستظل تقطع التيار عن المدينة “إن وجد” لكي لاتراها الصواريخ الإسرائيلية وتخطئ الهدف.
إبراهيم الخطيب