أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، عن قلقه “العميق” إزاء تقارير القتال والغارات الجوية الأخيرة على إدلب وحماة السوريتين.
كما حذرت مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، من مغبة استبدال العملية السياسية في سوريا تنظيم “داعش” ا|لإرهابي، أو نظام بشار الأسد، بإيران
جاء ذلك في إفادتين قدمهما، لوكوك وهيلي، خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، الأربعاء، بحسب مراسل الأناضول.
وأوضح لوكوك أن “الضربات الجوية على دير الزور أمس(أول) الثلاثاء أسفرت عن مصرع 80 شخصا من المدنيين الفارين من قبضة تنظيم داعش”.
وأردف قائلا “الغارات الجوية استهدفت المدارس والمستشفيات بإدلب، وقد أبلغنا الشركاء الإنسانيين الأسبوع الماضي بأن 3 مستشفيات باتت خارج نطاق العمل في كفر نبل وخان شيخون وهيش(بإدلب) بسبب الضربات الجوية”.
وقتل، الأربعاء، 5 مدنيين وأصيب 20 آخرون بجروح، في سلسلة غارات لطيران روسيا (الداعمة لنظام بشار الأسد) استهدفت مناطق في إدلب، لليوم التاسع على التوالي.
ووفق إحصاء للدفاع المدني السوري بإدلب، تعرضت المحافظة، منذ 19 سبتمبر/أيلول الجاري، لأكثر من 572 غارة و220 قذيفة صاروخية، ما أدى لمقتل 152 مدنيًا، وإصابة 279، فضلًا عن مقتل 18 عنصرًا من الدفاع.
وخلال الجلسة ذاتها، اتهمت المندوبة الأمريكية لدي الأمم المتحدة السفيرة هيلي النظام السوري وروسيا بـ”استهداف المستشفيات والمدارس في البلاد”.
وقالت في إفادتها لأعضاء المجلس “لا يزال النظام (السوري) يستخدم أسلحته الكيمائية ضد مواطنيه”.
وتوجهت بسؤال تهكمي لمارك كوك، عما إذا كان حصل على تأشيرة دخول إلى سوريا أم لا.
كما أكدت المندوبة الأمريكية أن “العملية السياسية هي الطريق الوحيد للتوصل إلى حل”.
وتابعت “إذا لم يشهد الشعب السوري عملية سياسية تعمل بالتوازي مع جهودنا الرامية إلى تخفيف حدة التصعيد، فسوف يستأنف العنف وستكون أي مكاسب تحققت ضد داعش مسألة مؤقتة فقط”.
وقالت إن “النظام السوري يرفض الجلوس لطاولة المفاوضات بحسن نية، و الولايات المتحدة ملتزمة بإيجاد حل سياسي وعلينا أن نزيد من وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة ونحمل النظام مسؤولية عدم وصولها”.
وأردفت قائلة “إن الحل الدائم الوحيد في سوريا – والسبيل الوحيد لإنهاء العنف وهزيمة الإرهاب – هو من خلال انتقال سياسي، لا يسمح للنفوذ الإيراني بأن يحل محل داعش أو الأسد في السلطة”.
وأضافت “إذا استمرت الحرب الأهلية، سيعاني المزيد من الناس وستفتح مكاسبنا ضد داعش الباب أمام متطرفين آخرين (لم تسمهم) يسعون لاستغلال الصراع”.
في السياق ذاته تابعت هيلي قائلة “يتعين علينا ألا ننسى – ولن ننسى – ما هو مطلوب لحل هذه الأزمة حقا: عملية سياسية حقيقية يمكن من خلالها للشعب السوري أن يكسب قدرته على ضمان سلامته وتحديد مستقبله”.
وفي نفس الجلسة كان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قد أعلن عن انطلاق الجلسة الثامنة من مفاوضات جنيف حول الأزمة السورية، في موعد لا يتجاوز نهاية أكتوبر/تشرين أول المقبل.
وقد انتهت الجولة السابعة من المفاوضات ذاتها في يوليو/ تموز الماضي دون أي اختراقات في الصراع الذي دام نحو 6 أعوام ونصف العام.
الاناضول