تحوي مدينة الدانا عدداً لا بأس به من المشافي والمراكز الطبية، وربما تكون من أكثر مدن المحافظة احتواءً للمراكز الصحية، إلا أن هذه المشافي والمراكز الطبية الموجودة في المدينة، جميعها مشافي ومراكز خاصة، باستثناء مشفى حريتان الخيري، ما دفع ببعض المنظمات الداعمة لإنشاء مركز الرعاية الصحية الأولية لتقديم خدمات مجانية للأهالي في مدينة الدانا والقرى المجاورة لها.
مدير مركز الرعاية الصحية الأولية في مدينة الدانا “محمد مؤيد الصغير” قال لزيتون: “تم إنشاء مركز الرعاية الصحية الأولية في مدينة الدانا في كانون الثاني من العام الجاري 2017، وذلك بدعم من الرابطة الطبية للمغتربين السوريين سيما، ويضم المركز عدة عيادات كالعيادة النسائية وعيادة الأطفال وعيادة الداخلية والعيادة السنية، بالإضافة للمخبر والصيدلية وقسم اللقاح”.
وأضاف “الصغير”: “كما يتم معالجة اللشمانيا في المركز، وتقديم الأدوية اللازمة للمريض مجاناً، وهناك إقبال كبير على المركز من جميع المناطق المجاورة لدانا، ولا سيما مخيم الدانا، فقد استقبل المركز 3640 مراجعاً في حزيران الماضي، و 4268 مراجعاً في تموز، و 4039 مراجعاً في آب، و 3500 في أيلول، و 3662 مراجعاً في تشرين الأول الماضي، ويعود ذلك الإقبال الكبير على مركز الرعاية الصحية الأولية بمدينة الدانا، إلى كونه المركز الوحيد من نوعه في المنطقة”.
وعن علاقة مركز الرعاية الصحية الأولية في الدانا بمديرية الصحة بمدينة إدلب قال مدير المركز: “لا يوجد أي تواصل بين إدارة المركز ومديرية الصحة بإدلب إلا من ناحية اللقاحات، حيث لا تقوم مديرية الصحة بأية حملات في المركز، ولا تقدم له أي دعم أو أدوية، وهي بعيدة كل البعد عن الوضع الطبي في المركز”.
“اديب محمد السالم” أحد المراجعين لمركز الرعاية الصحية الأولية في الدانا قال لزيتون: “أداء مركز الرعاية الصحية الأولية في الدانا جيد، وبشكل خاص في قسم الاستقبال، ويتمتع كادره بكفاءة جيدة، وهو مختلف عن المشافي الموجودة في المنطقة كونه مركز مدعوم، ولكن ينقصه بعض العيادات”.
وقال “يوسف المحمد” أحد مراجعي المركز لزيتون: “يقدم المركز للأهالي الخدمات التي يستطيع تقديمها، ولكن هناك نقص كبير في الأدوية، حيث نضطر لشراء معظم الأدوية من الصيدليات الخاصة على حسابنا الشخصي، لذلك نتمنى أن يتم دعم المركز بالأدوية، ولا سيما الخاصة بالأطفال، لأن أسعار الأدوية مرتفعة”.
بينما اشتكى “محمد ماجد عبد الله” أحد مراجعي المركز من قلة عدد الأطباء في المركز، وكثرة عدد المراجعين له، بالإضافة لعدم تواجد الطبيب في العيادة السنية بالمركز في الكثير من الأحيان، متمنياً تطوير العيادة السنية ورفدها بطبيب جديد.
في حين أثنى “رمضان الرجب” نازح في دير حسان ومراجع لمركز الرعاية الصحية الأولية في الدانا على عمل المركز، وقال لزيتون: “المركز جيد ويقدم الكثير من الخدمات للنازحين والأهالي، حيث نأتي من مسافة بعيدة لتلقي العلاج فيه، بسبب عدم وجود مركز مدعوم في المنطقة غيره، ومن الضروري توسعته لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المراجعين، وحل مشكلة نقص الأدوية التي نعاني منها كمراجعين للمركز”.
الطبيب المعالج في مركز الرعاية الصحية الأولية بمدينة الدانا “فادي السوسي” تحدث لزيتون عن وضع المركز وأبرز الصعوبات التي تواجهه بقوله: “أبرز الصعوبات التي يعاني منها مركز الرعاية الأولية في الدانا هي مساحته الصغيرة، التي لا تمكنه من التوسع وافتتاح عيادات جديدة، كما يحتاج المركز لمواد التخدير وبعض الأدوية ولا سيما أدوية الأطفال، بالإضافة لحاجته لدعم العيادة السنية فيه، وذلك لأنها تحتاج لمعدات أخرى”.
وأضاف “السوسي”: “يحتاج المركز إلى جهة داعمة ثانية له، وذلك لأن الجهة الداعمة لا تستطيع تقديم كل ما يلزم المركز، حيث تقدم الأدوية للمركز بين فترة وأخرى، وتكون هذه الأدوية غير كافية إلا لفترة قصيرة لا تتجاوز الـ 15 يوماً، وتقوم هيئة الإغاثة الإسلامية بتقديم بعض الأدوية للمركز