برلين ـ «القدس العربي»: مع إعلان ألمانيا حزمة من الإجراءات الحاسمة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، أعلن فريدريش ميرتس، رئيس الكتلة البرلمانية السابق للتحالف المسيحي، وأحد المرشحين الأبرز لخلافة ميركل، إصابته بالفيروس. وقال ميرتس إن الفحوصات أظهرت إصابته بالمرض، وهو يتبع التعليمات الطبية بدقة، وقال لحسن الحظ فإن الإصابة أتت من النوع المعتدل، وقد تم تأجيل مؤتمر حزبي لانتخاب الرئيس الجديد، كان مقررا أصلافي 25 أبريل/ نيسان المقبل.
وأحصت ألمانيا أكثر من ألف إصابة إضافية بفيروس كورونا في 24 ساعة لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 6012 إصابة، وفق ما أعلن معهد روبرت كوش الألماني المتخصص في مكافحة الأوبئة، في حين دعا المسؤولون الألمان المواطنين إلى البقاء في منازلهم، فيما أعلنت الحكومة مجموعة إجراءات غير مسبوقة لتقييد الحياة العامة لإبطاء انتشار فيروس كورونا. ورفع معهد روبرت كوخ، المؤسسة المرجعية المسؤولة عن تقييم مخاطر وباء فيروس كورونا في ألمانيا، تقييم الخطر من «معتدل» إلى مستوى «مرتفع» بشأن فيروس كورونا المستجد. وفي مؤتمر صحافي عقده معهد روبرت كوخ الألماني للأبحاث، صباح الثلاثاء، قال رئيسه لوثر فيلر إن معهد الأبحاث يرجح انتقال وباء كورونا المستجد بين البشر لسنوات، وتابع: «نحن ننطلق من فرضية أن وتيرة العدوى عالمياً سوف تستمر لسنتين» على الأقل.
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الألمان إلى إلغاء الإجازات داخل البلاد وخارجها، فيما طلب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير منهم «البقاء في المنازل». وحظرت الحكومة التجمعات في الكنائس والمساجد والكنس، وأمرت بإغلاق المتاجر غير الضرورية إضافة إلى ملاعب الأطفال.
وفي مؤتمر صحافي في برلين، قالت ميركل إنه بموجب الإجراءات الجديدة «يجب عدم القيام بأي رحلات بهدف الإجازة داخل البلاد أو خارجها». وأضافت: «لم يسبق أن فرضت إجراءات مثل هذه في بلادنا من قبل. إنها إجراءات واسعة، ولكنها ضرورية في الوقت الحاضر».
ودعا شتاينماير الألمان إلى «العمل معًا لضمان انتشار الفيروس بأبطأ وتيرة ممكنة». وقال في رسالة مسجلة نشرت على صفحته الإلكترونية: «ابقوا في منازلكم! تفادوا التواصل المباشر!.. وتفهموا جميع الإجراءات المقيدة».
وتابع الرئيس: «إنها لحظات استثنائية»، مضيفاً: «كثر منكم قلقون… ولذلك أولاً سوف نهزم الفيروس. ولذلك أطلب منكم: كونوا عاقلين! كونوا متضامنين!».
والقيود الواسعة التي تهدف إلى «الحد من التواصل الاجتماعي في الأماكن العامة» ستشمل إغلاق معظم المواقع من المتاحف وأحواض السباحة والصالات الرياضية.
إلا أن محلات السوبر ماركت ومتاجر أخرى لبيع الطعام والصيدليات والمؤسسات المصرفية ومكاتب البريد ستبقى مفتوحة.
وستواصل محلات تصفيف الشعر ومتاجر مواد البناء ومغاسل الملابس عملها، حسب الحكومة التي قالت إن هذا يهدف إلى ضمان «مواصلة مزودي الخدمات والحرفيين عملهم».
ويمكن للمطاعم والمقاهي أن تفتح أبوابها حتى الساعة السادسة مساء يوميًا. وستستخدم الفنادق «للأغراض الضرورية وليس السياحية»، حسب الحكومة. والأسبوع الماضي، أمرت الحكومة بإغلاق المدارس وخفض رحلات القطارات بين المقاطعات للحد من السفر.
وأعادت ألمانيا فرض قيود على حدودها مع النمسا وفرنسا وسويسرا ولوكسمبورغ والدنمارك ورفضت دخول السيارات من دون سبب ضروري.
ومع حملة الإغلاق التي عمت معظم أوروبا، وانخفاض البورصات، وعدت برلين الجمعة الشركات بائتمان «غير محدود» للحفاظ على عملها.
وتقدر قيمة خطة المساعدات الاقتصادية بـ550 مليار يورو على الأقل (614 مليار دولار) مبدئيًا، وتعد الأكبر في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
نقلا عن القدس العربي