طور الراصدون خبراتهم بحيث تمكنوا من التشويش على لاسلكيات النظام السوري – عربي21
قد لا يخلو منزل أو سيارة في المناطق التي تسيطر عليها فصائل الثورة السورية، من “اللاسلكي” المعروف باسم “القبضة”، والذي يتلقى الأهالي عبره تحذيرات من “المراصد” حول حركة طيران النظام، والمناطق المتوقعة لتنفيذ قصف المروحيات التي تلقي “البراميل المتفجرة” على رؤوس المدنيين.
ومن العبارات التي ترددها هذه المراصد عبر اللاسلكي: “حلب يا حلب.. المروحيات من مطار حماة إلى منطقة العمل”، و”فضوا التجمعات.. طيران بالأجواء”، و”مضادات استعداد.. طيران بالأجواء”، إلى غير تلك العبارات التي يطلقها المرصد لتحذير الأهالي والثوار.
مرصد حماة
ويعد “مرصد حماة” أحد أهم هذه المراصد التي لعبت دوراً كبيراً في تحذير المدنيين من قصف طائرات النظام، وذلك عقب إقلاعها من مطار حماة العسكري باتجاه أرياف حماة وإدلب وحلب.
يقول الراصد أبو فيصل من حماة، إن فكرة الرصد بدأت بعدما كثر استهداف المدن والبلدات المحررة من قبل طيران النظام الحربي والمروحي، “مما لفت انتباهنا إلى ضرورة تنبيه الأهالي كي يتمكنوا من الفرار إلى الملاجئ، أو إلى الأراضي المحيطة بالبلدات والقرى”.
وأضاف لـ”عربي21″ أن هذه المراصد كانت في البداية “تختص بمنطقة أو مدينة محددة، ولكنها ما لبثت أن تحولت إلى شبكة متكاملة، بعد ربط معظم المراصد في المناطق المحررة ببعضها البعض، لتتواصل فيما بينها عبر ترددات خاصة”.
وأوضح أبو فيصل أنه وزملاءه تمكنوا من تطوير خبراتهم، والتشويش على “لاسلكيات” قوات النظام، وقطع اتصال العناصر مع القاعدة، “مما ساهم في السيطرة على بعض المناطق، كما أنه لعب دوراً بإقناع عناصر من قوات النظام على الانشقاق، إضافة إلى تمييز الجبهات التي تقاتل فيها المليشيات التي تساند النظام من خلال التصنت على اتصالاتهم”.
مصاعب
وحول المصاعب التي تواجه هذه المراصد؛ قال أبو فيصل إن من أهم تلك المصاعب “عدم تمكننا من الحصول على أجهزة متطورة، ما يسهل على قوات النظام التشويش علينا”، مشيرا إلى صعوبة تأمين التيار الكهربائي لهذه المراصد – التي عادة ما تكون في الجبال والمناطق المرتفعة – في ظل ارتفاع ثمن تجهيزات توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية”.
وأضاف أن هذه المراصد تُعد من أهم أهداف طيران النظام السوري، مشيرا إلى أن مرصد حماة تعرض للاستهداف عدة مرات، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من منزله، وإصابة عدد من أفراد عائلته، واضطراره إلى تغيير موقع المرصد عدة مرات.
قائد كتيبة
وبالإضافة إلى تحذيرها المدنيين، ومساهمتها في منع وقوع مجازر كبرى؛ كان لهذه المراصد دور كبير في المعارك التي تخوضها الفصائل الثورية ضد قوات النظام.
وقال الناشط الإعلامي حسن العمري، إن المرصد في هذا الوقت أصبح العصب المحرك للمناطق المحررة، وهو من الأساسيات التي لا يمكن الاستغناء عنها، بعد تعطل شبكات الهواتف الخلوية وكذلك الأرضية.
وأضاف لـ”عربي21″: “يُعد المرصد قائد كتيبة الاستطلاع في أي معركة يخوضها الثوار، وذلك عن طريق التنصت على ترددات قوات النظام، ومحاولة معرفة خططهم وتحركاتهم، ثم إبلاغ القادة والعناصر على الجبهة بهذه الإحداثيات، ليستفيدوا منها في المعركة”.
وأشار العمري إلى أن للمرصد دورا كبيرا في “بث الحماس بين المقاتلين والأهالي، وذلك عند إعلانه عن تحرير منطقة ما، أو إسقاط طائرة، أو تدمير دبابة”.
عربي21 – أحمد زكريا