مدينة “ديار بكر” التركية اكتسبت اسمها من بني بكر بن وائل الذين استوطنوها بعد الفتح الإسلامي في عهد معاوية.
وهي الحد الشمالي الشرقي للأقاليم السورية الشمالية التي خضعت لتركيا بموجب معاهدة لوزان بين تركيا من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، بلغ عدد سكان المدينة في 2005 ما يقارب 721000 نسمة.
تعد ثاني أكبر مدينة في منطقة الأناضول جنوب شرق تركيا، غالبية سكانها من الكرد، جغرافيًّا تعد جزء من الجزيرة الفراتية التي تتميز بخصوبة الأرض ووفرة المياه، وتعرف ديار بكر بحضارتها وتراثها الغني بالإضافة لمطبخها المشهور.
سيطرت عليها أمبروطوريات العالم القديم، وأول حضارة كبيرة تركت آثارها واضحة في ديار بكر كانت حضارة الحواريين، الذين جعلوا منها عاصمتهم العسكرية والتجارية، وحكمت من قبل السومريين والميديين والحثيين والآشوريين والأرمن والسلوقيين والبارثيين.
دخلها الرومان عام 66 قبل الميلاد، وأطلقوا عليها اسم آميدا، ثم وقعت تحت سيطرة الفرس عام 359 للميلاد، ثم انتقلت من أيديهم إلى المسلمين العرب عام 639 في فترة الحكم الأموي، فتغير اسمها إلى ديار بك، لأن أغلب من استوطن المدينة كانوا من قبيلة بني بكر بن وائل.
وبعد معركة ملاذ كرد عام 1071 للميلاد سيطر عليها الأتراك السلاجقة، ثم الأراتقة، ثم الأيوبيين الذين حكموها مدة قرن كامل، قبل أن يسيطر عليها المغول ثم التركمان.
وعند قيام الجمهورية التركية عام 1923 شهدت المدينة زيادة كبيرة في عدد السكان ومستوى النشاط الاقتصادي، لتكون عاصمة لكبرى الولايات ذات الأغلبية الكردية في تركيا.
وهكذا أصبحت ديار بكر مدينة من مدن العالم الإسلامي المهمة، فيها عدة مساجد تاريخية مثل جامع ديار بكر الكبير من عهد السلطان ملك شاه السلجوقي وجامع بهرام باشا العثماني وجامع إسكندر باشا ومنارة الأقدام الأربع، فضلاً عن جامع الصحابي سليمان بن خالد بن الوليد، و26 صحابياً آخرين مدفونين في المدينة.
وفي ظل التعايش بين الإسلام والأديان الأخرى في المدينة كان فيها كنائس تاريخية، منها كنيسة جرجيس الأرمنية الأرثوذوكسية من القرن 19، والكنيسة السريانية من القرن الميلادي الأول، وفي المدينة عشرات المتاحف؛ من أهمها متحف العصور التاريخية الممتدة من العصر البرونزي إلى نهاية العهد العثماني.
أما المعلم الأشهر في ديار بكر هو أسوارها مع قلعتها، تقع أسوار قلعة ديار بكر في منطقة “سور” بالمدينة، أحد أقدم الأحياء بها، وتضم عدة أبواب وأبراج، أبرزها باب الجبل، وباب أورفا ، وباب ماردين، والباب الجديد، إضافة إلى 82 برجا تم بناؤها في فترات زمنية مختلفة، ويبلغ طول الأسوار نحو 5.5 كيلومترات، بارتفاع يتراوح بين 10 و12 مترا.
ويعتقد سكان ديار بكر أن أسوار قلعة مدينتهم تعد ثالث أهم أسوار العالم، بعد سور الصين العظيم، وأسوار مدينة إسطنبول الشهيرة.
الجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) أدرجت مدينة أسوار ديار بكر الأثرية في عام 2015 ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع