هذا العام كغيره من الأعوام الأربعة الماضية حلّ الشتاء قاسياً على سكان دمشق، فالبرد القارس لم يترافق مع التوافر الكافي لوسائل التدفئة، واستمر الكثيرون في البحث عن قطرة مازوت تحرّك مدافئهم أو ساعات قليلة من الكهرباء تساعدهم على استخدام المكيفات ووسائل التدفئة الكهربائية.
منذ بداية الحرب في سوريا تحول الشتاء عائقاً عند سكان دمشق، وبات من العسير تأمين الكميات الكافية من المازوت والغاز؛ الأمر الذي اضطر الناس لاستخدام حلول بدائية في التدفئة أو التقنين في مدخراتهم.
ويشرح بسام الرفاعي (موظف) بأنه ينتظر قدوم الكهرباء ليعتمد عليها في التدفئة، وحينما ينقطع التيار ينتقل للتدفئة باستخدام المازوت.
يقول الرفاعي لـ”هافينغتون بوست عربي” إنه مضطر لهذه الحلول لأن مدخراته من المازوت محدودة، كما أن الكهرباء دائمة الانقطاع حيث لا يتوافر التيار إلا ساعتين مقابل 4 ساعات من الانقطاع.
مدفأة من دون مازوت
من جانبه يقول فهد الزين (تاجر): “قمت بتركيب المدفأة في المنزل لكني لم أستخدمها حتى الآن رغم المنخفض الجوي الحاد الذي أصاب البلاد؛ والسبب أنني لم أتمكن من الحصول على المازوت المدعوم من الدولة حتى الآن، ولا أستطيع شراءه من السوق السوداء لأن سعره مرتفع جداً”. ويتابع الزين لـ”هافينغتون بوست عربي” أنه “سجل اسمه في قوائم مراكز توزيع المازوت منذ شهر لكنه ينتظر دوره حتى الآن، ويخشى تكرار ما حدث العام الماضي فقد حصل على مخصصاته في الصيف بدلاً من الشتاء”. الأمر الذي تخالفه فيه المهندسة ريم علي، موضحة أنها حصلت على مخصصاتها هذا العام بعد حوالي شهر من تسجيل اسمها، وتشير إلى أنه رغم محدودية الكمية التي تقتصر على 200 ليتر لكل عائلة لكنها أفضل من المازوت “الحر” والدخول في متاهة تلاعب الباعة.
مدفأة الحطب في العمل
أما بالنسبة لأحمد عيسى فقد اعتمد على مدفأة الحطب في عمله؛ لأنه غير قادر على تحمل مصاريف المازوت لتدفئة المكتب، ولا يستطيع الحصول على كميات كافية من الدولة.
دون أن ينفي عيسى العبء المادي الكبير الذي بات يتكبده للتدفئة، فكيلو الحطب يكلف 50 ليرة وهو يحتاج يومياً حوالي 5 كيلوغرامات من الحطب لتدفئة المكتب ساعات محدودة، ولكنه خيار أفضل من الغاز الذي اعتمد عليه فترة ثم تراجع عنه بسبب ارتفاع تكلفته من جهة، ورائحته السيئة من جهة أخرى.
وكان سعر ليتر المازوت ارتفع إلى 135 ليرة سورية بدلاً من 130 ليرة في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما ارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 1800 ليرة بدلاً من 1500.
وبررت الدولة الأمر بأنه مجاراة للارتفاعات التي طرأت على أسعار النفط عالمياً، مع بقاء الدعم الحكومي موجود بقيمة 300 ليرة لأسطوانة الغاز مقارنة بالكلفة الفعلية، و17 ليرة لليتر المازوت.
هافينغتون بوست عربي