تعد الحروب من أكثر الكوارث التي تخلف آثارًا مدمرة على المجتمعات ولا تقتصر أضرارها ومخاطرها على فترة الحروب بل تمتد لسنوات طويلة. وقد اعتمد المجتمع الدولي عام 2003 معاهدة للحد من المعاناة الإنسانية الناجحة عن مخلفات الحرب القابلة للانفجار وتقديم المساعدة العاجلة الى المجتمعات المتضررة.
وفي هذا التقرير سنتناول أنواع مخلفات الحرب وكيفية التخلص الآمن منها وأكثر الدول العربية التي تعاني منها وأهمية التوعية بخطورتها وطرق التعامل معها لضمان مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا.
تعتبر مخلفات الحرب مجموعة متنوعة من المواد الضارة التي تتركها الحرب خلفها وتشمل، الأسلحة غير المنفجرة مثل القنابل والذخائر والألغام والصواريخ وغيرها، المعدات العسكرية مثل الدبابات والطائرات والمركبات العسكرية، المواد الكيميائية مثل الغازات السامة والوقود والمواد المشعة، النفايات والأسلحة النووية.
طرق التخلص الآمن من مخلفات الحرب
تعد عملية التخلص من مخلفات الحرب تحديًا كبيرًا حيث تتطلب مهارات عالية وتقنيات متخصصة لضمان السلامة والحماية من المخاطر، وهنا نتناول بعض الطرق للتخلص من مخلفات الحرب بشكل آمن وتتم إزالة الألغام بثلاثة طرق أهمها، التفجير حيث تستخدم تقنيات التفجير المراقبة لإزالة الألغام والذخائر غير المتفجرة، والتفكيك حيث يتم يدويًّا عن طريق خبراء مختصين ومدربين، والتحويل عن طريق تحويل بعض الألغام الى مواد غير ضارة.
إزالة المواد الكيميائية من خلال التجميع حيث يتم جمع المواد الكيميائية الخطرة وتخزينها بشكل آمن، والتطهير عن طريق تطهير المناطق الملوثة بالمبيدات الحشرية والغازات السامة، والتدمير عن طريق تدمير المواد الكيميائية بطريقة أمنة.
إزالة المواد العسكرية ويتم ذلك عن طريق تفكيكها وإعادة تدويرها وتخزينها بمواقع أمنة، أو عن طريق تدمير المواد التي لا يمكن إعادة تدويرها.
أهمية التخلص الأمن من مخلفات الحرب لسلامة الانسان ويحمي التخلص الآمن من مخلفات الحرب الانسان من الإصابات والوفيات، ويحمي البيئة من التلوث ومن نقص وقلة الغطاء النباتي.
إن زيادة الوعي بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب أمر بالغ الأهمية، وتساهم حملات التوعية بتزويد السكان بالمعرفة والمهارات اللازمة لتجنبها وتشمل تثقيف السكان حول كيفية التعرف على الألغام وغيرها من الذخائر غير المنفجرة فضلًا عن توفير التدريب على البقاء بأمان في المناطق التي تكون ملوثة ، ورفع مستوى الوعي في المجتمع يساعد على التقليل من خطورة المخلفات التي حدثت من الحروب، وتتحمل المنظمات التابعة للأمم المتحدة مسؤولية إزالتها والتخلص منها في الدرجة الأولى.
تساهم الحكومات المتضررة بالتخلص من مخلفات الحرب عن طريق إنشاء فرق مخصصة ومدربة تدريبًا خاصًّا للتعامل مع هذه المخلفات، وكذلك الفرق والمنظمات المحلية غير الحكومية من خلال دورات وتدريبات لفرق مخصصة ومدربة.
تعد مخلفات الحرب من أخطر التحديات التي تواجه الدول بعد الانتهاء من النزاعات ، ولتفادي هذه المخاطر يجب تعزيز جهود إزالة هذه المخالفات ونشر الوعي بمخاطرها ودعم الدول والمنظمات الإنسانية الرامية إلى معالجة آثار الحروب، ولحماية الأجيال القادمة من ويلات الحروب ومخلفاتها.