الرصد الإنساني ليوم السبت (26/ 12/ 2015)
قالت شبكة BBC التركية، يوم الجمعة 25 كانون الأول، إن مئات الآلاف من السوريين سيحصلون على إذن عمل رسمي في تركيا قريبًا.
وبحسب الشبكة فإن أهم الموضوعات التي نوقشت في قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة مع تركيا حول أزمة اللاجئين، هي أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، والتي تستعد لإنجار خطوة كبيرة في هذا الاتجاه.
الأرقام الرسمية الأخيرة أشارت إلى وصول عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى ميلونين و421 ألفًا، وفقًا للشبكة، وأشارت إلى أن مجلس الوزراء التركي سيصدر قرارًا بخصوص منحهم إذنًا رسميًا للعمل في تركيا.
بدوره تطرق وزير الشؤون الأوروبية التركي، فولكان بوزكر، إلى هذه الخطوة بشأن السوريين خلال حديثه في البرلمان التركي أول أمس الأربعاء، والتي تحدث فيها عن أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا.
وقال بوزكر إنه يعمل بالتعاون مع النائب السابق في البرلمان التركي، مرتضى يتش، على خطة عمل لإنفاق 3 مليار يورو ومنحها الاتحاد الأوروبي مؤخرًا لتركيا لاحتواء اللاجئين على أراضيها.
الوزير لفت إلى أن هذا المبلغ “لا يختصر جهود تركيا لمساعدة السوريين فنحن نقوم بواجبنا تجاه السوريين وقد أنفقت تركيا 8 مليار يورو حتى الآن”، مردفًا “سيدخل 400 ألف طفل سوري المدارس قريبًا وسنؤمّن الخدمات الصحية، فضلًا عن أننا نعمل على منح إذن عمل للسوريين”.
واعتبرت الشبكة التصريح الذي أدلى به الوزير، ”لافتًا للنظر”، ويتجلى بإدخال السوريين إلى سوق العمل التركية بموجب الحقوق التي تؤمّنها لهم الحماية المؤقتة في تركيا، وهذا يمكّنهم من العمل بشكل رسمي.
يعيش قرابة مليوني سوري في تركيا، بعضهم يتوزعون داخل المدن التركية وآخرون يقطنون في المخيمات، ويعمل معظمهم بشكل “غير رسمي” في العديد من المنشآت الصناعية وبمصالح أخرى داخل الولايات التركية، لكسب قوت يومهم وإعالة عائلاتهم التي فرت من سوريا جراء الحرب التي دخلت عامها الخامس.
مخاوف ألمانية من انهيار الاتحاد الأوروبي بسبب القومية وأزمة اللاجئين
قالت خمسة من كبريات الهيئات الصناعية في ألمانيا إن كبار رجال الأعمال الألمان يخشون أن تؤدي الانقسامات العميقة حول سبل التعامل مع أزمة اللاجئين وتنامي النزعات القومية بين الدول الأعضاء إلى انهيار الاتحاد الأوروبي.
وتسبب وصول مئات الآلاف من الفارين من الحرب والفقر في دول مثل العراق وسوريا إلى أوروبا هذا العام في تأزم العلاقات بين الدول الأوروبية بعد أن أثرت فيها سلبا الأزمة المالية لمنطقة اليورو.
وعلاوة على ذلك قال رؤساء أشهر مجموعات الأعمال في ألمانيا لرويترز إن تنامي النزعات القومية قد يعرض ثروة أوروبا ونجاحها الاقتصادي وأمنها للخطر.
وقال اولريتش جريلو رئيس اتحاد الصناعات الألمانية “سيكون العام المقبل حاسما لأوروبا. أخشى كثيرا على مستقبل الاتحاد الأوروبي.”
وقال هانز بيتر فولسايفر رئيس اتحاد الحرف إن غياب التضامن داخل الاتحاد يعني أن أوروبا تعرض كل إنجازات العقود السابقة للخطر.
وتابع “أود أن أرى مثالا قويا على وحدة أوروبا.”
وقال أنطون بيرنر رئيس اتحاد (بي.جي.ايه) للبيع بالجملة والتجارة الخارجية إن تفسخ أوروبا أحد أكبر المخاطر العام المقبل.
وتتطلع ألمانيا إلى شركائها في الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة أزمة اللاجئين لكنها تواجه مقاومة من بعض الدول خاصة في شرق أوروبا.
وأثار تدفق اللاجئين مخاوف أمنية وزاد من شعبية أحزاب تشكك في الاتحاد مثل حزب البديل من أجل ألمانيا وحزب الجبهة الوطنية في فرنسا وحكومة حزب القانون والعدالة في بولندا وحزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي.
وقال ايريك شفايتسر رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية “تعيش أوروبا مناخا صعبا منذ وقت طويل.”
وأضاف أن الحلول القومية للمشاكل الدولية لم تعد كافية وأن أوروبا كان لها ثقل في العالم عندما تصرفت دولها بشكل موحد.
وإلى جانب أزمة اللاجئين يعارض المسؤولون الأوروبيون مطالب بريطانيا لإصلاح الاتحاد قبل استفتاء على بقائها فيه.
الأمم المتحدة: أوضاع اللاجئين السوريين تندفع الى التأزم وزيادة هائلة تحت خط الفقر
أعلن تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنه «يوماً إثر يوم، تندفع أزمة اللجوء السوري في لبنان إلى التأزم أكثر وترخي بتداعياتها الأمنية والاقتصادية والمعيشية والتربوية والصحية والاجتماعية والسكانية على مجمل الأوضاع العامة للبنان الذي تحمل الجزء، ربما الأكبر، من تبعات هذه الأزمة مع تناقص متسارع لحجم المساعدات الدولية وتراخي المساعدات العربية وتراجعها إلى ما دون الخمسين في المئة عما كانت عليه منذ بدء الأزمة السورية، وبالتالي انخفاض قدرة المجتمعات المحلية اللبنانية على النهوض بهذا العبء الكبير في ظل أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية لبنانية هي الأكثر تدهوراً».
وأشار التقرير في بيان أمس إلى أنه «وفق آخر الدراسات الموضوعة على هذا الصعيد، فإن نحو 70 في المئة من النازحين المقيمين في لبنان يعيشون حالياً تحت خط الفقر الذي لا يزيد على الـ4 دولارات أميركية في اليوم، وذلك بحسب التقويم السنوي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين في لبنان للعام 2015 الذي أطلق رسمياً من قبل برنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)».
وأشارت ممثلة المفوضية السامية في لبنان ميراي جيرار إلى «الزيادة المخيفة في هذا الرقم مقارنة بـ 49 في المئة في عام 2014». وقالت إن «اللاجئين بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى التضامن والدعم». ولفتت المتحدثة باسم المفوضية دانا سليمان إلى أن «اعتماد اللاجئين السوريين في لبنان على الديون والمساعدات يتزايد». وأشارت إلى أن أهم نقطة في التقرير هي «ارتفاع نسبة المديونية لدى النازحين السوريين بلبنان. ونتيجة لذلك يضطر النازحون إلى الاستدانة».
وأعربت ممثلة برنامج الأغذية العالمي في لبنان جواهر عاطف عن «قلقها الشديد حيال النتائج التي خلص إليها التقويم، في ظل تضاعف مستوى انعدام الأمن الغذائي». ودعت إلى «اتخاذ الإجراءات وتلبية الاحتياجات والتصدي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين المتزايدة في لبنان في أسرع وقت ممكن».
أما ممثلة اليونيسف في لبنان تانيا شابويزا فقالت: «إن الأزمة السورية هي مأساة حقيقية للأطفال، على نطاق لا يمكن تصوره، إذ تؤثر في شكل كبير على حمايتهم ورفاهيتهم ونموهم في المنطقة بأسرها». وأكدت «مواصلة تركيز جهود اليونيسف في لبنان على الأطفال الأكثر تضرراً جرّاء الأزمة والأكثر ضعفاً»
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.