لم تخبو عزيمة “محمد” بعد أن فقد إحدى قدميه في المعارك ضد قوات النظام السوري، بل زادته إصرارًا وتمسكًا بالحياة، وعمقت إيمانه بالثورة السورية التي يعتبرها ثورة حرية وكرامة، ولا يبدي ندمًا لاشتراكه في قتال ما وصفه بـ”الظلم والطغيان”. “محمد” يعيش في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي وسط سوريا، وعاد إليها بعد رحلة علاج في تركيا، استعاض فيها عن قدمه المبتورة بأخرى اصطناعية، وهي وإن لم تخف إعاقته لكنها تساعده على المشي والذهاب إلى عمله في محل لتصليح الدراجات، يكسب منه قوت يومه، والأهم من ذلك بحسب “محمد” فإن تلك القدم الاصطناعية “تعينني على الذهاب للمسجد لأداء الصلاة”. وما زال “محمد” ينشد للثورة، وهو يتجول بين البيوت التي هدمها قصف النظام المتواصل على المدينة منذ 3 سنوات، وبينما هو كذلك يقاطعه هدير طائرة تابعة للنظام السوري، ولا تمر ثوانٍ معدودة حتى تكون قد ألقت برميلًا على بيوت المدنيين حيث تصاعد الدخان بكثافة من مكان سقوط البرميل، وهو ما رصدته كاميرا الأناضول. ويحلم “محمد” بظهور ما وصفه بـ “جيل الإعمار والحضارة الذي سيعيد بناء البلد، ويزيل الخراب الذي تسبب فيه النظام طوال السنوات الأربع الماضية”، مؤكدًا بأنه لن “يتخلى عن الثورة، وسيفعل كل ما يستطيع من أجل نجاحها”. وتسببت الحرب في سوريا بخسارة عدد كبير من المواطنيين لأطرافهم، في ظل نقص الإمكانات الطبية وعجز المشافي عن إجراءات العمليات الجراحية المعقدة، كما يكلف إجراء هذا النوع من العمليات مبالغ طائلة يعجز معظم المصابين عن توفيرها.
وليد عبيد، محمد مستو/ الأناضول