انتشرت مؤخراً وبكثرة في محافظة إدلب بشكل عام ومدينة الدانا بشكل خاص، شكاوى حول الشهادات المزورة، ولا سيما في صفوف العاملين ضمن القطاع الطبي، وذلك لما لها من أخطار تتعلق بسلامة الأهالي، أكبر منها في بقية المجالات.
وطالب بعض الأطباء في مدينة الدانا، المسؤولين بفرض رقابة على عمل المشافي، واتخاذ إجراءات للتخلص من مشاكل القطاع الصحي، والحد من المخالفات في بعض المنشآت الطبية في المدينة، في ظل عدم تدخل مديرية صحة إدلب.
وكان المجلس المحلي السابق في الدانا، قد وعد قبل أشهر بتشكيل لجنة رقابية من خيرة الأطباء والصيادلة الموجودين في المدينة، لمراقبة أسعار الأدوية وتاريخ انتهائها، ومنع أي شخص ليس لديه شهادة جامعية، من افتتاح صيدلية أو مخبر تحاليل طبية.
وعن ذلك قال مدير المكتب الطبي في المجلس المحلي لمدينة الدانا “فرج نور الدين المهدي” لزيتون: “لم يمضِ على تشكيل المجلس الحالي واستلامه لمهامه سوى شهر ونصف، قام خلالها المكتب الطبي في المجلس بكتابة مذكرة تفاهم مع المستوصف الذي تشرف عليه منظمة سيما، كما قام بالإطلاع والتنسيق بشكل أكبر مع مشفى القدس الذي يرتبط مع المكتب بعقد سابق، بالإضافة إلى استرجاع أجهزة غسيل الكلى لصالح المجلس، وعرضها على خبير للكشف على حالتها، في محاولة لإعادة تفعيلها، فضلاً عن تأمين مكان لمتطوع لمركز المعالجة الفيزيائية، والقيام بجولة على المشافي الخاصة، ومناقشة موضوعي الأسعار والنفايات الطبية التي تنتشر حول المشافي مع إداراتها، ما يضر بعمال النظافة أثناء تنظيف النفايات”.
وأضاف “المهدي”: “يحاول المكتب الطبي الآن، تنظيم موضوع الصيدليات المخالفة والحد منها، ولكنه لم يبدأ به بعد، وذلك على الرغم من تشكيل لجنة صيادلة لمراقبة الصيدليات، وتحديد الشهادات التي يحق لها العمل، ولكنها ما تزال في طور التشكيل، ونأمل أن تباشر اللجنة عملها خلال الأسبوع القادم”.
وقال مدير مكتب الدراسات في المجلس المحلي لمدينة الدانا “عبد الرحمن بولاد” لزيتون: “تم تشكيل لجنة الصيادلة عقب عدة لقاءات مع الصيادلة بعد افتتاح الكثير من الصيدليات في المدينة، وتم تشكيل اللجنة المؤلفة من ستة أشخاص منذ بداية الأسبوع الحالي، ومهمتها الأساسية مراقبة الصيدليات والتحقق من الشهادات، وستكون بمثابة نقابة صيادلة، تتحقق من خبرات القائمين على الصيدليات، وتنظر في أسعار الأدوية”.
مشفى جواد الخاص بعيداً عن شبهات الشهادات المزورة وشروط خاصة للتعيين
فضلت إدارة مشفى جواد، الابتعاد بالمشفى وكادره عن شبهات الشهادات المزورة، لا سيما أن الحديث في المدينة قد ازداد كثيراً حول هذه النقطة، مبيّنةً أن للمشفى شروطاً خاصة بها لتعيين كوادرها.
مدير مشفى جواد الخاص الطبيب “بسام مصيطف” قال لزيتون: “يعد كادر مشفى الجواد من أفضل الأطباء في المناطق المحررة، وتشترط إدارة المشفى لتعيين الأطباء فيها، توفر الخبرة لدى الطبيب بالعمل في مشفى آخر، وتقوم قبل تعيين أي طبيب، بالتأكد من شهادته وخبرته عن طريق المشفى الذي كان يعمل فيها، ولذلك كوّنت المشفى كادراً ممتازاً من الأطباء ذوي الخبرات في مزاولة العمل الطبي”.
واعتبر أخصائي العظمية في مشفى جواد الخاص، الطبيب “عثمان الحسن” أن مشفى جواد مجمعاً طبياً وليس مشفى فقط، إذ يحوي معظم الاختصاصات الطبية، ويضم كوادر مؤهلة من أفضل الكوادر في المحافظة، وأن أي طبيب ذو خبرة يتمنى أن ينتمي للمشفى ويكون أحد أفراد كادره.
أيده في ذلك “سمير القطيني” من أهالي مدينة الدانا، والذي قال لزيتون: “المشفى شبه شامل من حيث الاختصاصات، وفيه عيادات شاملة لكل الأمراض تقريباً، ينقصه فقط قسم للقثطرة القلبية والتصوير الطبقي المحوري، والأهم من ذلك هو الترحيب والمعاملة التي يجدهما المريض أثناء استقباله في المشفى، على عكس المشافي العامة”، متمنياً افتتاح قسمي القثطرة والطبقي المحوري في المشفى.
وعلق “مصيطيف” على ذلك بقوله: “يحوي مشفى الجواد 13 قسماً في مختلف المجالات الطبية، وتم مؤخراً افتتاح عيادة عصبية، لتصبح 14 قسماً، وخلال الأيام القادمة سيتم افتتاح أقسام أخرى باختصاصات غير متواجدة في المناطق المحررة، أما بالنسبة لقسمي التصوير والجراحة القلبية، فلم تستطع المشفى افتتاحهما، بسبب الوضع القلق والغير مستقر حالياً في المناطق المحررة، وارتفاع تكلفة أجهزة الرنين المغناطيسي والطبقي المحوري المتعددة الشرائح، لا سيما أن المشفى خاص وغير مدعوم من أي جهة”.
وقال طبيب الأسنان في مشفى جواد الخاص الطبيب “محمد علي” لزيتون: “الكادر الطبي العامل في مشفى جواد، من أفضل الأطباء في المنطقة، وهو بعيد الشبهات، وأنا شخصياً تعاقدت مع المشفى السمعة الحسنة له، وللأطباء العاملين فيه وكفاءتهم”.
وأضاف “علي”: “تعمل إدارة مشفى الجواد على تطوير العيادة السنية فيها، من خلال إضافة معالجات وخدمات غير متوفرة في المناطق المحررة، وهي حالياً في مرحلة جلب اختصاصات جديدة، وذلك على الرغم من المشاكل التي تواجه العيادات السنية بشكل خاص، مثل ندرة المواد الطبية ومشكلة المياه والكهرباء في المدينة”.
ويستقبل المشفى نحو 7500 مراجع شهرياً، أي ما يقارب 300 مراجع يومياً، ولم يلاحظ في صفوف الأطفال والمراجعين للمشفى أية أمراض غريبة أو غير مألوفة، وكافة المعاينات أكدت أن الأمراض التي اشتكى منها المراجعون والأطفال، هي أمراض موسمية طبيعية، بحسب مدير مشفى جواد الخاص، والذي أكد أن هناك علاقة جيدة جيدة تربط المشفى بمديرية صحة إدلب، وهناك تواصل دائم ودوري بينهما، وأن المشفى يتبع إداريا للمديرية التي تقوم بعملها بشكل جيد وعلى أكمل وجه.
“خالد السليمان” أحد مراجعي مشفى جواد الخاص قال لزيتون: “مشفى الجواد من أفضل المشافي في مدينة الدانا وفي الشمال السوري، وعلى الرغم من أنه مشفى خاص، إلا أن هناك أعداداً كبيرة من المراجعين يأتون إليه، ومن خلال قسم العظمية الذي أراجعه وجدت أن لدى الطبيب خبرة كبيرة”.