قال البروفسور التركي، فخر الدين ألتون، مساعد المنسق العام لـ “وقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية” التركي (سيتا)، إن سياسات أنقرة وحدت العالم الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، ودفعت بإسرائيل إلى العزلة.
واعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن “القدس خطا أحمر”، ردا على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول الجاري، الاعتراف رسميا بالقدس (بشطريها الشرقي والغربي) عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وهو ما فجر غضبا عربيا وإسلاميا.
وأشاد ألتون، في مقابلة مع الأناضول، بالقمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي استضافتها مدينة إسطنبول، في الثالث عشر من الشهر الجاري، بدعوة من أردوغان، بهدف التوصل إلى موقف موحد ضد القرار الأمريكي غير المسبوق.
وأضاف أن “تركيا وحدت صف العالم الإسلامي وستواصل ضغطها على إسرائيل، لتأسيس السلام في فلسطين، وبهذا ستكون إسرائيل في حالة عزلة، وسيتم التصدي لسياساتها التصادمية”.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات المجتمع الدولي، التي لا تعترف بكل ما ترتب على احتلال إسرائيل للمدينة، عام 1967، ثم ضمها إليها، عام 1980، وإعلانها القدس الشرقية والغربية “عاصمة موحدة وأبدية” لها.
وشدد ألأتون على “أهمية البيان الختامي للقمة الإسلامية، حيث تضمن قرارا يعترف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، على حدود 1967”.
وتابع: “بهذه الصورة أقدمت الدول الإسلامية، بريادة تركيا، على خطوة مهمة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة”.
ومضى موضحا: “باختصار جرى الإعلان للعالم أن وضع القدس لا يمكن تحديده عبر قرار أحادي الجانب من قبل إدارة ترامب”.
وأردف ألتون: “إعلان القدس الشرقية عاصمة لفلسطين في القمة الإسلامية يمثل تطورا يستند إلى الحقائق التاريخية والثقافية والدينية والسياسية”.
وفي ضربة لقرار ترامب، تبنت الجميعة العامة للأمم المتحدة، أمس، بأغلبية 128 صوتا، مشروع قرار، قدمته تركيا واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها بالمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
** ترامب “تحت ضغط”
وبشأن الرئيس الأمريكي قال المحلل السياسي التركي إن “ترامب بات تحت ضغط كبير؛ بسبب اتخاذه قرارا أحاديا حول القدس بشكل يتعارض مع القانون الدولي”.
ورأى أن “ترامب خطط لتجاوز الأزمة التي يواجهها على صعيد السياسة الداخلية، عبر الحصول على تأييد الإنجيليين واللوبي الإسرائيلي، ما جعله أمام تحد كبير في السياسة الخارجية”.
وشدد على أن “الولايات المتحدة لم يعد بوسعها لعب دور الوسيط في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيين”.
وأعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، أنهم لن يقبلوا أية خطة سلام تقدمها الولايات المتحدة كونها “لم تعد وسيطا نزيها”.
وتابع ألتون: “ترامب بقي وحيدا بقراره هذا في السياسة الخارجية، وتقلص هامش المناورة لديه، لذلك تعززت التوقعات بإمكانية تراجعه”.
واعتبر أن “واشنطن، التي فقدت تأثيرها الفاعل في الشرق الأوسط في الأونة الأخيرة، باتت في عزلة متزايدة في المنطقة، بسبب خلافاتها مع تركيا، وزيادة احتمال التصادم مع إيران، ومحاولتها حماية مصالحها في المنطقة عبر استخدام منظمات إرهابية”.
ومضى قائلا إن “واشنطن حاولت مواجهة هذه العزلة عبر تطوير علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية ومصر”.
** إسرائيل “تبحث عن حلفاء”
وفي مواجهة “الضغط الكبير” على الرئيس الأمريكي، تبحث إسرائيل، وفق المحلل السياسي التركي، عن “تحالفات جديدة لحشد التأييد لقرار ترامب”.
وقال إن “أكثر تلك المبادرات الملفتة للانتباه هي دعوة وزير الاستخبارات الإسرائيلي (يسرائيل كاتز) ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان) لزيارة إسرائيل”.
وتزامنت هذه الدعوة الإسرائيلية مع انعقاد القمة الإسلامية في إسطنبول.
وشدد ألتون على أن “إسرائيل تسعى إلى تجاوز الضغوط التي ستأتي من الأمم المتحدة عبر تحالفات إقليمية”.
وختم بالإعراب عن اعتقاده بأن “الترويكا الروسية التركية الإيرانية، التي وضعت حدا للحرب الأهلية في سوريا، ستعرقل المبادرات الإسرائيلية بشأن التحالفات خلال تحديد مصير المنطقة”.
الاناضول