يحاول المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إنعاش عملية السلام في سوريا، في ظل احتدام المعارك بين فصائل المعارضة والجيش السوري في دمشق.
ويقوم المبعوث الأممي بجولة إقليمية ودولية تشمل كل من السعودية وروسيا وتركيا، قبيل انطلاقة جولة جديدة من محادثات جنيف.
وقالت متحدثة باسم دي ميستورا الثلاثاء، إن المبعوث الأممي دعا الأطراف السورية إلى الاستعداد لمناقشة قضايا سياسية جوهرية خلال الجولة التي ستبدأ غدا الخميس.
وأوضحت المتحدثة أليساندرا فيلوتشي أن المحادثات ستركز على 4 قضايا “بالتوازي” هي أسلوب الحكم والتعديلات الدستورية والانتخابات وإجراءات مكافحة الإرهاب.
وذكرت أن الحكومة السورية ووفود المعارضة أكدت حضورها. ويستبعد مراقبون أن تحقّق هذه الجولة الجديدة من المباحثات، ما عجزت عن تحقيقه الجولات السابقة، في ظل انعدام التوافق بين القوى الإقليمية والدولية، والذي يبدو أنه الفتيل الذي أشعل جبهة دمشق.
ويشهد شرق العاصمة الثلاثاء، معارك طاحنة بعد هجوم جديد للمعارضة على مواقع القوات الحكومية.
وشنّت الفصائل فجر الثلاثاء، هجوما جديدا انطلاقا من حي القابون في شمال شرق العاصمة حيث تدور المعارك على بعد 10 كيلومترات من قلب دمشق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن “المعارك العنيفة تجدّدت في محاور المعامل وكراش والكهرباء ومحيط السيرونكس بحي جوبر وأطرافه”.
ويقول مراقبون إن العملية العسكرية التي تشنّها فصائل على رأسها فيلق الرحمن وأحرار الشام، وهيئة تحرير الشام، الهدف الأساس منها تخفيف الضغط على هجوم النظام على الغوطة الشرقية.
ويعتبر هؤلاء أنها رسالة قوية مفادها أن معركة حلب التي انتصر فيها النظام نهاية العام الماضي، لا تعني بالمرة خلوّ المعارضة من أوراق قد تشكل تهديدا حقيقيا له.
ويستشهد هؤلاء أيضا بالقصف الذي تعرّضت له مدينة قرداحة مسقط رأس الأسد، الثلاثاء. ولم يلتزم النظام باتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في ديسمبر، حيث استمر في عملياته في أكثر من جبهة وفرض التهجير على أكثر من بلدة وآخرها حي الوعر، لتأتي رسالة دمشق واضحة مفادها حسب ما صرّح أحد المعارضين “لن نرضخ للأمر الواقع”.
العرب اللندنية